"السفيرة تدفع ثمن التفكير المناطقي في الثورة"
– من أخطر الأمراض التي أُصيبت بها ثورتنا هي "المناطقيّة" و تُفهم بأن كل الثوّار في كل مدينة أو قرية يهتمون بقتال نظام الأسد دفاعاً عن أنفسهم أو لكسب مصالحهم , و غدت عبارة ((كل مين يحرر منطقته)) عبارة يرددها الكبير و الصغير , إضافة لخطورة هذا التفكير على النسيج الإجتماعي فهو تفكير كارثي من الناحيّة العسكرية فهناك مناطق شاسعة في ريف حلب الشمالي و الشرقي مثلاً لم يكن للنظام فيها إلا مخفر للشرطة أو دورية للمرور و بإغلاقها احتفل أهلها بالتحرير و حملوا السلاح و شكلوا الكتائب التي أصبحت تسعى خلف المال و السلطة و السيطرة على الموارد الماليّة لتلك المناطق , و من الناحية الأُخرى فإن هناك مناطق أُخرى مُحاطة بمواقع عسكريّة كبيرة لجيش الأسد وضعت في موقف حرج إما أن تحمل السلاح و تقف وحيدة في معركة غير متكافئة على الإطلاق أو أن تسلم أمرها للواقع و تتجنب المواجهة .
لم يدخل جيش النظام أبداً إلى مدينة السفيرة منذ بداية الثورة و لم يشكل يوما خطراً عليها أو على الثوّار بداخلها و لكن أنظارهم دوماً كانت نحو الطريق الذي يمد قوّات نظام الأسد في حلب و مُختلف جبهاتها بالذخيرة و المؤن . حيث خاضوا معارك كثيرة على الطريق الواصل بين حلب و معامل الدفاع , و بين خناصر و معامل الدفاع أيضاً. كثيراً ما شاركت كتائب و ألويّة عدّة في هذه العمليّات و لكن نظام الأسد كان كل مرّة يًقاتل بشراسة لفتح هذا الطريق الذي غدا الشريان الوحيد لقوّاته فتكون النتيجة بانسحاب الثوّار إلى مناطقهم و يبقى الثوّار في السفيرة لوحدهم ليواجهوا أرتالاً أُعدت لخوض معارك كبيرة لا قبل لثوّار السفيرة بها .
من الجدير بالذكر أن الطيران يقصف مدينة السفيرة بمعدل 20 غارة يومياً على الأقل مُنذُ شهر تقريباً و قد دُمّرت أغلب منازل المدينة و عشرات القُرى التابعة لها دون أن يقدم أحد سلاحاً مضادا للطيران لثوّار السفيرة رغم أن هناك من يخزن هذه الأسلحة في مستودعاته ليحمي بها مقرّه أو قريته حسب زعمه و يتفاخر بإلتقاط الصور التذكاريّة مع هذه الأسلحة !
بقلم مُراسل "وكالة شهبا برس الإخباريّة" في مدينة السفيرة " عبد الرحمن الحركوش" .