الخطر المحدق بحلب اليوم ليس جديداً ولكنه الأكثر وضوحاً وتقدماً مع تكشُف نوايا قوات الأسد وأهدافها من التقدم المستمر لتطويق أحياء المدينة المحررة من جهة الشرق .
قوات الأسد التي تتمتع بوفرة عالية من العتاد والذخيرة الذي إستمر تدفقه عبر خطوط إمدادها التي فتحتها منذ فترة طويلة والتي تمر ببادية حلب الشرقية مروراً بخناصر حتى معامل الدفاع وأخيراً وليس آخراً باتت على مشارف أكثر المواقع المحررة رمزيةً لدى الثوار والتي كلفتهم الكثير من الشهداء لتحريرها .
صحة الأخبار حول دخول قوات الأسد سجن حلب المركزي أو نفيها لن يغير من الوضع الخطير الذي وصلت إليه الأمور في حلب ولن تكون للسجالات التي تدور عبر مواقع التواصل أي دور في سير المعركة التي ستبقى على القدر الكبير من الخطورة طالما لم يغير الثوار من طريقة تفكيرهم وإستراتيجياتهم القتالية عبر العديد من الجبهات وكان آخرها الجبهة الشمالية الغربية من جهة فرع المخابرات الجوية والليرمون والتي إستهلكت الكثير من الجهد اللوجستي والبشري ولم تحقق أهدافها ولو بالحد الأدنى أي إشغال النظام وزعزعت أركانه , لا بل ظلت قوات الأسد تحافظ على زحفها في الشرق بعد أن شعرت بالأمان من خلفها " أي المناطق التي تسيطر عليها قوات تنظيم الدولة " .
قوات الأسد لازالت تسيطر على الجو من خلال طيرانها المروحي والحربي الذي يتبع سياسة قتل كل شيئ يعوق تقدم قواته من خلال مئات الغارات الجوية على مدار ال 24 ساعة وشل حركة كل الطرق المؤدية والقريبة إلى الجبهات , من هنا لابد للثوار المنقسمين على أنفسهم أصلاً إعادة ترتيب الأولويات وإتباع خطط عسكرية تكون موجعة لقوات الأسد بحيث لا يكون للطيران أي دور فيها .
ربما كذلك حتى نشهد تغيراً واضحاً لا بد من إنصهار الأهداف والشعارات المتعددة التي ترفعها فصائل المعارضة في بوتقة واحدة وهدف واحد هو كسر شوكة العدو وكسر المعادلة التي فرضها منذ ما يقارب الثمانية أشهر , فحلب والثورة بشكل عام ليست بحاجة لمشاريع عسكرية سياسية خاصة يسعى كل فصيل من خلالها تسويق نفسه بموجب عدة بنود ومبادئ موضوعة تتسم بكثير من الهشاشة وغموض الموقف العام , ولو بقيت الفصائل على حالها لن نشهد في الأيام القادمة إلا مزيد من القلق والخوف من تقدم قوات الأسد .