الرئيسية » تركيا تؤكد أن الخطوة الأولى للحل في سورية إيجاد مناطق آمنة

تركيا تؤكد أن الخطوة الأولى للحل في سورية إيجاد مناطق آمنة

لم يتبقى من المعاناة السورية مثيراً للعواطف العالمية والإقليمية سوى موضوع اللاجئين الذين تدفقوا بالآلاف نحو أوربا التي بدورها دقت ناقوس الخطر أيضا, فاهتمام الأوربيين والعالم بالقضية السورية مجرد هواجس للتخفيف من حدة المخاطر التي قد تخلق بهذه البلدان جراء تدفق أعداد كبيرة من السوريين باتجاهها.


حتى الجارة تركيا ما عادت مهتمة بالوضع السوري وأضحت كما كل القوى التي أوصلت ثورتنا إلى منتصف الطريق وتركتها وحيدة أمام تحالفات وتجاذبات عرابها الأول المشروع الفارسي الروسي لإستنزاف ما تبقى من ثروات في الشرق الأوسط وسحق الطاقات البشرية الواعدة أو بالأحرى التي كانت.


في حديث لرئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف يتحدث خلاله عن الشأن السوري أكد أنه يعمل مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو على تطوير مبادرة مشتركة حول قضية اللاجئين والتي تشمل إنشاء منطقة آمنة في سوريا، وتسكين اللاجئين فيها.


وأشار "بوريسوف" قبيل مشاركته في قمة زعماء الإتحاد الأوروبي التي بدأت 23 أيلول , الأربعاء، في بروكسل، لبحث حل مشترك لأزمة اللاجئين أن "هناك تعاونًا مكثفًا مع رئيس الوزراء التركي في الآونة الأخيرة حول أزمة اللاجئين"، مشيرًا إلى أن "تركيا تعاني من صعوبات كثيرة بسبب استضافتها لملايين اللاجئين".


وأضاف أن هناك قرابة 7 ملايين نازح داخل سوريا، إلى جانب مليونَيْ لاجئ في تركيا، ومع تدهور حالة الطقس هناك احتمال بزيادة تدفُّق اللاجئين نحو حدودنا"، مشيرًا أن "زيادة الإجراءات الأمنية ليست حلاً .


من ناحيته أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان في نفس اليوم أن حل أزمة اللاجئين السوريين يتم عبر تحويل بلادهم إلى مناطق مستقرة يمكنهم العيش فيها بأمان، وقال في كلمة ألقاها خلال افتتاح المسجد المركزي في العاصمة الروسية موسكو: إن الضمير الإنساني والإنسانية نفسها هي من مات وظُلم وتضرر في البحر المتوسط، وبحر إيجه، واعتبر أن حل أزمة اللاجئين الحالية ليس عبر إغلاق الحدود في وجوههم، أو تركهم يموتون في البحار، وإنما عبر تحويل بلادهم إلى أماكن يمكنهم العيش فيها بأمان.


من المرجح أن تركيا فشلت في فرض خطتها بإقامة منطقة أمنة شمال سورية، وها هي اليوم تسعى لدغدغة مشاعر الأوربيين وبالتحديد الدول القريبة من تركيا لتستشعر بدورها مخاطر استمرار تدفق اللاجئين السوريين ومخاطره الجسيمة على هذه الإقتصادات الهشة والبلدان التي تعتبر البوابة لبلدان أوربا الغربية التي ستغلق أبوابها على ما يبدو .