عبرت الكبسولة أوريون الغلاف الجوي عائدة إلى الأرض، وحطت في المحيط الهادئ، الأحد، لتنهي بذلك رحلة حول القمر، من دون طاقم، اختتمت بها إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا)، برنامجها الاستكشافي أرتميس، وهو الأول بعد 50 عاما من مهمة أبولو الأخيرة إلى القمر.
وحطت الكبسولة في المحيط في الساعة 1740 بتوقيت جرينتش قبالة شبه جزيرة باها كاليفورنيا المكسيكية، مما يدل على أن رحلة عودة رواد الفضاء المقرر إطلاقها حول القمر خلال السنوات القليلة المقبلة ما زالت عالية المخاطر، وفقا لرويترز.
واقتربت طائرة هليكوبتر عسكرية أميركية ومجموعة من الزوارق السريعة من الكبسولة بعد سقوطها لإجراء عمليات تفتيش تستغرق ساعتين تقريبا، بينما وقفت السفينة يو.إس.إس بورتلاند على بعد نحو ثمانية كيلومترات، وهي سفينة تابعة للبحرية الأميركية من المقرر أن تنقل أوريون إلى سان دييجو في كاليفورنيا.
واستغرقت رحلة الكبسولة 25 يوما، وارتفعت خلالها فوق القمر بنحو 127 كيلومترا، وكانت أعلى نقطة بلغتها على بعد نحو 434500 كيلومتر من الأرض.
الكبسولة اوريون ترتطم بمياه المحيط بعد عودة ناجحة إلى الأرض
وانطلقت الكبسولة محمولة على صاروخ (نظام الإطلاق الفضائي) الذي يبلغ ارتفاعه ما يوازي 32 طابقا من قاعدته في مركز كنيدي للفضاء في كيب كنافيرال بولاية فلوريدا الأميركية في 16 نوفمبر، قبل أن تنفصل عن الصاروخ لتخرج من مدار الأرض في طريقها نحو القمر.
وفقا لأسوشيتد برس ضربت الكبسولة الغلاف الجوي بسرعة 32 ماخ، أو 32 ضعف سرعة الصوت، وتحملت درجات حرارة إعادة الدخول التي بلغت 5000 درجة فهرنهايت (2760 درجة مئوية).
وتحركت سفينة تابعة للبحرية بسرعة لاستعادة المركبة الفضائية وركابها الصامتين – وهم ثلاث دمى اختبار مزودة بأجهزة استشعار الاهتزاز وأجهزة مراقبة الإشعاع. وأشادت ناسا بالهبوط على أنه “أقرب إلى الكمال”.
وسيقوم أربعة رواد فضاء تابعون لناسا بالرحلة إلى القمر والمخطط لها في عام 2024، وسيتبع ذلك هبوط على سطح القمر لشخصين في وقت مبكر من عام 2025.
وكانت آخر مرة هبط فيها رواد فضاء على سطح القمر قبل 50 عاما.
ومنذ ذلك الحين كانت أوريون أول كبسولة تزور القمر وتم إطلاقها على صاروخ القمر الضخم الجديد التابع لناسا من مركز كينيدي للفضاء في 16 نوفمبر.
وكانت هذه أول رحلة لبرنامج القمر الجديد Artemis التابع لناسا، والذي سمي على اسم الإلهة الإغريقية أرتميس، أخت أبولو التوأم.
وفي حين لم يكن أحد على متن الرحلة التجريبية التي تبلغ تكلفتها 4 مليارات دولار، شعر مديرو ناسا بسعادة غامرة لإجراء البروفة خاصة بعد سنوات عديدة من تأخير الرحلات والميزانيات المعطلة.
وقال عالم الفلك في جامعة نوتنغهام ترينت، دانيال براون، إن الإنجازات العديدة للرحلة توضح قدرة ناسا على وضع رواد الفضاء على متن القمر.
وتتوقع وكالة الفضاء الإعلان عن طاقم الرحلة في غضون الأشهر الستة المقبلة.
المصدر: وكالات