الرئيسية » متفجرات إفتراضية تتحكم في مسار الثورة السورية !!

متفجرات إفتراضية تتحكم في مسار الثورة السورية !!

أصبح من الجيد الإعتراف اليوم أن الثورة السورية أصبحت تستند إلى قاعدتين شعبيتين , ثوار إفتراضيين عبر مواقع التواصل وخصوصاً الفيس بوك .

 ثوار يحملون السلاح وينتشرون على جبهات قتال قوات الأسد .

ولا نستطيع إغفال تأثير كل منهما على الآخر ويظهر ذلك جلياً في أدق التفاصيل العسكرية منها والمدنية .

 

الجلبة التي أحدثها الثوار الإفتراضيون حول إنتخابات الأسد المزمع عقدها والتي بدأت منذ الشهر تقريباً كانت بحق عاكسة حقيقية لمجتمع لم يتعلم بعد مدارات مصالحه وتوجيهها الوجهة السليمة التي تخدم ثورته بأقل الخسائر الممكنة , وإني أشمل في هذا الإتهام كل الشرائح والطبقات التي ترتاد هذه المواقع وتعبر من خلالها عن وجهات نظرها " مثقفون – إعلاميون – عسكريون – أناس من العامة " .

 

 وإني أستطيع القول أنهم من خلال جلبتهم تلك حول إنتخابات محسومة أصلاً روجوا لها بشكل غير مسبوق حينما أختلفوا وأتفقوا وخونوا وشحنوا وووو , وأثروا بشكل فعلي بجدالهم الطويل على الأرض فما كان من الثوار العسكريين إلا أن يتخذوا مواقف موازية لكل ذلك التحشد على المنصة الأخرى .

 

الثورة السورية وحماتها وحواضنها على مدى ثلاث سنوات ينالون أقسى عقاب لم ينله شعب آخر ممن عاصروهم أو قرأو عنهم في كتب التاريخ , من الإعتقال إلى التعذيب ثم الإغتصاب والقتل بكل أشكاله " ببراميل متفجرة وفراغية " ودمار وركام وأشلاء طفولة , مع ذلك كله لم تكن هناك ردات فعل من الثوار إقتصوا من خلالها ممن سكنوا مناطق النظام وإن حدثت كانت فردية وحالات قليلة جداً لا تستحق الذكر , لكن ما جرى اليوم هو جريمة يرتكبها الثوار الإفتراضيون حينما أحدثوا فوضى أنهكت إخوتهم ممن حملوا السلاح إنتصاراً للثورة وأهدافها .

 

 

العسكر هم الأقدر دوماً على تقدير الموقف وإتخاذ كل الإجراءات النافعة لإستمرار الزحف  وهم من يقرر كيف يكون الرد المناسب عن طريق غرف عمليات مشتركة تدرس الموقف وتحسب ألف حساب لكل خطوة سيتم تنفيذها من حيث مضارها ومنافعها على الثورة , ولايمكن بأي حال أن تبقى البيانات والقرارات العسكرية إنفعالية توجهها صفحات فيسبوكية في أغلب الأحيان تكون مشبوهة وتنطوي على ألف غاية وغاية , كما لابد من ضبط صارم للمشهد العسكري الثوري في حلب وسورية بشكل عام بحيث تتوحد الأقوال على الأقل وأن تكون حجة لنا لا علينا وهذا أضعف الإيمان ..