قبل انتهاء مهمته، سجّل المسبار إنسايت الهابط على المريخ التابع لوكالة ناسا زلزالًا مريخيًا في مايو/ أيار 2022 حطّم الرقم القياسي بشدته التي تزيد خمس مرات على الأقل عن ثاني أشد زلزال تم تسجيله على الإطلاق على الكوكب الأحمر.
وهو بقوة 4.7 درجة، وقد استمر أكثر من أربع ساعات، وكان مختلفًا عن أي زلزال من آلاف الزلازل المكتشفة سابقًا على المريخ. الزلزال الأكبر السابق على المريخ، كان قد رُصد في شهر أغسطس/ آب من عام 2021، وقد كان بقوة 4.2 درجة.
حدث زلزال المريخ المسمى S1222a في الرابع من شهر مايو/ أيار 2022 في منطقة غير متوقعة من المريخ، خارج منطقة سيبروس فوسي النشطة تكتونيًا.
أرسل الزلزال موجات سطحية زلزالية حول كامل محيط الكوكب، وتلك هي المرة الأولى التي شوهدت فيها على المريخ على الإطلاق.
كشفت تلك الموجات الزلزالية طبقات صخور رسوبية وبركانية في قشرة الكوكب الأحمر، وذلك يمكن أن يشير إلى ارتطام سابق بجسم ضخم، مثل نيزك أو مذنب، وفقًا لدراسةٍ نُشِرت في الرابع عشر من شهر كانون الأول في مجلة رسائل البحوث الجيوفيزيائية.
صرّح جون كلينتون المؤلف المشارك في الدراسة وعالم الزلازل لدى المعهد الاتحادي السويسري للتكنولوجيا في زيوريخ: «إن الطاقة المتحررة من زلزال المريخ هذا بمفرده، تُعادل الطاقة التراكمية لكل زلازل المريخ الأخرى التي سبق أن رأيناها حتى الآن. وبالرغم من أن الحدث كان على مسافة أكبر من 1931 كيلومترًا، فإن الموجات المسجلة في إنسايت كانت كبيرة جدًا».
إنسايت عبارة عن منصة ثابتة على المريخ، وقد أطلقت في شهر مايو/ أيار عام 2018، وهبطت في منطقة إيليسيوم بلانيتيا في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2018. وهي مجهزة بمقياس زلازل لدراسة قشرة الكوكب الأحمر وطبقاته ونواته. وحتى الآن، اكتُشف أن منطقة سيبروس فوسي على الكوكب والواقعة إلى الشمال الشرقي من المسبار هي المنطقة الأكثر نشاطًا تكتونيًا. إلا أن الزلزال المسمّى S1222a قد حدث عند 37 درجة جنوب شرق إنسايت.
قالت مؤلفة الدراسة كارولين بيجن وهي أستاذة في قسم علوم الأرض والكواكب والفضاء في جامعة UCLA: «لقد سجل مقياس الزلازل على متن إنسايت آلاف الزلازل المريخية، ولم يكن أي منها بهذه الشدة، وقد استغرق أكثر من ثلاث سنوات بعد الهبوط ليسجلها. لقد ولّد هذا الزلزال أنواعًا مختلفةً من الموجات، من ضمنها نوعان من الموجات حصرًا قرب السطح».
دامت موجات الزلزال نحو عشر ساعات، وبذلك تكون أطول بعشر مراتٍ من الموجات المكتشفة سابقًا.
لقد رُصد نوع واحد فقط من نوعي الموجات على المريخ سابقاً، والأهم، فقط بعد ضربة النيزك، وليس أبداً خلال زلزال مريخي.
من المحتمل أن يكون هذا الاكتشاف البارز هو أحد الاكتشافات الأخيرة لـ إنسايت. فقد غطّت العواصف الغبارية الألواح الشمسية للمنصة تدريجيًا، ما أدى إلى إنقاص طاقتها إلى مستوياتٍ حرجةٍ. يتنبأ العلماء، أنه من غير المتوقع أن تستمر إنسايت طويلاً إلى ما بعد نهاية عام 2022.
وقد قال مؤلف الدراسة الرئيسي تياتشي كاوامورا؛ وهو عالم كواكب في معهد الفيزياء في الكرة الأرضية في باريس، فرنسا: «نحن منذهلون بأنه تقريبًا في نهاية المهمة القيمة كان لدينا هذا الحدث الرائع جدًا، وأن المهمة نجحت نجاحًا باهرًا».
المصدر: ساينس أليرت – ترجمة: ibelieveinsci