كشف باحثون صينيون أن النواة الداخلية للأرض (اللب الداخلي) قد عكس دورانه، بعدما حلّلوا حركة الموجات الزلزالية، أثناء مرورها عبر الأرض.
وأشار الباحثون، في دراسة نشرتها مجلة “نيتشر جيوساينس” العلمية، إلى أن تغيّر دوران النواة الداخلية للأرض، من شأنه أن يقصّر من طول الأيام بمقدار جزء من الميلي ثانية طوال عام، وأن ذلك سيكون له تأثير ضئيل على المجال المغناطيسي للأرض.
ولكنهم أضافوا أن ذلك لن يؤثر على الحياة على السطح.
ويتكوّن اللب الداخلي للأرض من الحديد والنيكل، ويفصله عن بقية الأرض الصلبة بطبقة خارجية سائلة، ما يساعد في تغيير حركته بشكل مغاير عن الكوكب بأسره.
وقال شيادونغ سونغ، الباحث المساعد في الدراسة والخبير في علم الزلازل من جامعة بيكنغ: “من الناحية النظرية، استمرّ الأمر لفترة طويلة، لكننا نملك دلائل على ذلك منذ عقود فقط”.
وشرح سونغ أن دوران اللب الداخلي للأرض ينتج عن المجال المغناطيسي الذي تولّده الطبقة الخارجية السائلة. ويمكن لدراسة حركة دورانه أن تُساعد العلماء في فهم كيفية تفاعل الطبقات المختلفة للأرض مع بعضها البعض.
وحلّل سونغ، والباحث المساعد الخبير في علم الزلازل من جامعة بيكنغ الصينية يي يانغ، الموجات الزلزالية وقارناها بموجات مماثلة منذ الستينيات، واكتشفا أن دوران اللب الداخلي للأرض توقّف في الفترة بين عامي 2009 و2020، ورجّحا أن يكون قد عكس اتجاه دورانه.
وقال يانغ: “رصدنا هزات أرضية تقع في نفس المواقع، وكأننا نُخضع الأرض لما يشبه صورة مقطعية”.
تفسيرات أخرى
لكن أستاذ علوم الأرض بجامعة جنوب كاليفورنيا جون فيدال، والذي لم يشارك بالدراسة الجديدة، رجّح أن تكون هناك تفسيرات أخرى للبيانات التي قدّمها الباحثان الصينيان.
وأضاف في حديثه للصحيفة الأميركية أن “التغيّرات التي لاحظها الباحثان ذات مصداقية، إلا أن السبب الأكيد لما يحصل فعلًا ليس واضحًا”، مؤكدًا أن تحليل الباحثين “جيد للغاية ونظريتهما المذكورة في الدراسة جيدة مقارنة بما هو متوفر في الوقت الحالي، لكن هناك أفكارًا أخرى قد تنافسها”.
وذكر فيدال أن علماء آخرين يرون أن اللب الداخلي للأرض يغيّر دورانه على فترات أقصر من دورة السبعين عامًا، التي ركّزت عليها الدراسة الحديثة؛ مضيفًا أن نظريات أخرى تُشير إلى أن اللب الداخلي توقّف عن الحركة فعليًا بين عامي 2001 و2003، أو أن حركة دورانه لم تنعكس أبدًا بل إن أسلوب دورانه تغيّر.
المصدر: وكالات