الرئيسية » اكتشاف مذهل.. بعض الكائنات البحرية تتعلم بدون أن تمتلك دماغ

اكتشاف مذهل.. بعض الكائنات البحرية تتعلم بدون أن تمتلك دماغ

في دراسة جديدة نشرت في مجلة “Current Biology”، توصل فريق من الباحثين إلى أن بعض المخلوقات البحرية، مثل الأصداف والمرجان والشعاب المرجانية، قادرة على التعلم دون وجود أي نوع من الدماغ.

وتم إجراء الدراسة باستخدام الحيوانات البحرية المشهورة بقدرتها على تغيير لونها، تسمى “الأخطبوط الصياد” (Sepia officinalis). وأظهرت الدراسة أنه على الرغم من عدم وجود أي نوع من الدماغ في أجسامها، فإن الأخطبوط الصياد قادر على تغيير لونها ليتماشى مع بيئتها، وهو ما يعتبر نوعًا من التعلم.

وقال البروفيسور الرئيسي للدراسة، بيرنارد بنز، إن “النتائج التي توصلنا إليها تشير إلى أنه ليس هناك حاجة إلى الدماغ لتحقيق الأهداف المحددة والتعلم”، وأضاف قائلاً “الأسبوع الماضي، اكتشفنا أن الحيوانات البحرية الأخرى مثل الأصداف والمرجان والشعاب المرجانية قادرة أيضًا على التعلم، وهو ما يعزز هذه النتائج ويعني أن الأشياء التي نظن أنها بسيطة قد تكون أكثر تعقيدًا مما يبدو عليه”.

ويعد هذا الاكتشاف مهماً بشكل خاص في الوقت الذي يسعى فيه العلماء إلى فهم أساسيات الحياة وكيفية تفاعل الكائنات الحية مع بيئتها. ويتيح هذا الاكتشاف للعلماء فرصة لفهم كيف يمكن للكائنات الحية تعلم المهارات المختلفة والتكيف مع بيئتها، وكيف يمكن استخدام هذه المعرفة لتطوير تقنيات وتطوير حياة البشر.

ويمثل هذا الاكتشاف تحولًا مهمًا في فهمنا للكائنات الحية، إذ كان يُعتقد سابقًا أن القدرة على التعلم كانت مرتبطة بوجود الدماغ. ولكن هذه الدراسة تشير إلى أن الأشياء قد تكون أكثر تعقيدًا وتنوعًا مما كان يعتقد في السابق، وأن الحيوانات والمخلوقات البحرية يمكن أن تمتلك قدرات تعلم وتكيف عالية دون الحاجة إلى الدماغ.

ومن المتوقع أن يساعد هذا الاكتشاف في تطوير المزيد من الأبحاث في هذا المجال، وفي إيجاد طرق جديدة لتعلم الآلات والروبوتات، وتطويرها لتكون أكثر كفاءة في العمل والتكيف مع البيئة.

ومن المثير للاهتمام أيضًا أن البحث يشير إلى أن هذه القدرة على التعلم ليست حكرًا على المخلوقات البحرية فقط، بل قد تكون موجودة في الكائنات الحية بشكل عام، وأن الدماغ ليس العامل الحاسم في تعلمها.

هذه الدراسة ليست الأولى من نوعها التي تكتشف أن المخلوقات الحية تمتلك قدرات تعلم رغم عدم وجود دماغ، فقد سبق للباحثين أن أظهروا أن بعض النباتات والفطريات قادرة على التعلم أيضًا، وهو ما يوضح تعقيد الحياة على كوكبنا والعديد من الأسرار التي لا تزال تنتظر الكشف عنها.

ومن الجدير بالذكر أن الباحثين لم يعثروا على دليل على وجود آلية بيولوجية محددة لهذه القدرة على التعلم في المخلوقات البحرية، ومازالت هذه المسألة قيد الدراسة والبحث. ومن المهم مواصلة البحث في هذا المجال لفهم أسرار هذه الظاهرة وتطبيقها في مختلف المجالات.

المصدر: ساينس أليرت