الرئيسية » على بعد 180 مليون سنة ضوئية.. التقاط تصادم حدث قبل نحو 25 مليون سنة بين “مجرتي الحلوى”

على بعد 180 مليون سنة ضوئية.. التقاط تصادم حدث قبل نحو 25 مليون سنة بين “مجرتي الحلوى”

تمكن العلماء من التقاط التصادم المباشر لمجرتين على بعد 180 مليون سنة ضوئية من الأرض، بحيث ظهر المشهد المذهل مثل فراشة ترفرف بجناحيها أو قطعة حلوى عملاقة.

وتحمل المجرتان المتصادمتان أسمي UGC 12914 وUGC 12915، وتوصفان بأنهما من “مجرات تافي” (Taffy Galaxies)، نظرا لأن شكل الاصطدام يشبه العلامة التجارية الشهيرة لحلويات ” تافي”.

وتم التقاط هذا الشكل الملتوي بواسطة تلسكوب Gemini North في هاواي. وكان شكل الحلوى ناتجا عن التصادم وجها لوجه الذي حدث بين المجرتين قبل نحو 25 مليون سنة من التقاط هذه الصورة، وفقا لما ذكره مختبر الأبحاث الوطني لعلم الفلك البصري والأشعة تحت الحمراء (NOIRLab).

ويمكن رؤية جسر ضعيف مكون من خيوط جزيئية ضيقة باللون البني وتكتلات من غاز الهيدروجين موضحة باللون الأحمر بين المجرتين.

يعد تلسكوب Gemini North، جنبا إلى جنب مع نظيره في تشيلي Gemini South، أحد أكثر التلسكوبات تقدما في العالم للكشف عن الأشعة الضوئية والأشعة تحت الحمراء، وهذه التلسكوبات تشكل مرصد جيميني أو مرصد الجوزاء (Gemin) الدولي.

وتعد تصادمات المجرات “أحداثا تحويلية”، مسؤولة إلى حد كبير عن قيادة تطور الكون. وهذا لأنه، بعد الاصطدام، تتراكم كميات كبيرة من الغاز والغبار والنجوم التي تختلط في عملية ديناميكية عالية، ما يؤدي إلى ظهور السحب الجزيئية مع عدد كبير من النجوم المتكونة حديثا.

ومع ذلك، يبدو أن هذا الاصطدام بالذات، منذ 25-30 مليون سنة، أدى إلى نوع مختلف من الهياكل، حيث نشأ جسر ضخم من الغاز شديد الاضطراب امتد بين المجرتين.

ويتميز جسر الغاز بأنه شديد الاضطراب وخال من تكوين نجمي مهم في الفجوة بين هاتين المجرتين، بسبب الحالة المتشنجة للغاز.

ويمكن أن تحدث تصادمات المجرات لأسباب مختلفة، غالبا ما تتضمن مجرة أكبر ومجرة تابعة أصغر.

وعندما ينجرفون بالقرب من بعضهم، يمكن للمجرة جذب أحد الأذرع الحلزونية الأساسية للمجرة الأكبر حجما، ما يسحبها خارج مدارها. أو يمكن أن تتقاطع المجرة الأصغر مع المجرة الأكبر، ما يتسبب في تشوهات كبيرة في بنيتها.

وفي حالات أخرى، يمكن أن يؤدي التصادم إلى اندماج إذا لم يكن لدى أي من الأعضاء الزخم الكافي للاستمرار بعد الاصطدام.

وفي كل هذه السيناريوهات، تختلط المواد من كلتا المجرتين من خلال الجمع التدريجي وإعادة توزيع الغاز. ويمكن بعد ذلك أن يؤدي تجميع الغاز وضغطه الناتج إلى تكوين النجوم.

وعندما اصطدمت “مجرات تافي”، اصطدمت أقراص المجرة والمكونات الغازية ببعضها.

وأدى ذلك إلى ضخ كميات هائلة من الطاقة في الغاز، ما جعله شديد الاضطراب.

وعندما خرج الثنائي من التصادم، تم سحب غاز عالي السرعة من كل مجرة، ما أدى إلى إنشاء جسر غاز ضخم بينهما.

ويحظر اضطراب المواد النجمية في جميع أنحاء الجسر الآن جمع وضغط الغاز المطلوب لتشكيل نجوم جديدة.

المصدر: مترو