مدينة رمزية وتاريخية تقع شمال غرب فرنسا على أبواب المحيط الأطلسي, حفر إسمها في ذاكرة من حرروا فرنسا وأوروبا من الإحتلال اﻷلماني في الحرب العالمية الثانية.
إستقبلت للسنة الواحدة و العشرون جائزة مراسلي الحرب السنوية التي تكرم عمل صحفيين و مراسلي الحرب من كل انحاء العالم عبر أعمالهم الإعلامية التي شهدها العالم خلال السنة الماضية.
و تميز هذا الحدث بكثرة الأعمال المتعلقة بالثورة السورية, من أفلام وثائقية ومقالات ومعارض صور معبرة بشكل حي عن هذه السنوات القاسية التي يعيشها الشعب السوري يوميا.
من أروع الابداعات في هذه الأعمال معرض صور أقامته الجائزة بالتعاون مع الجهات المحلية و بدعم كبير من عمدة المدينة في قلب كاتدرائية يرجع بنائها إلى القرن العاشر.
دمجت هذه الصور على جدران الكاتدرائية و كأنها جزء لا يتجزأ منها, فقد أخذت هذه الصور المعبرة والصادمة طرازا آخر في هذا المكان الذي يصعب تخيله منبرا لقضية كهذه.
و يبقى البعد التاريخي والأثري لإحدى أقدم الكاتدرائيات في فرنسا داعما كبير للقضية, إذ منحت طريقة عرضها آفاق أكبر لتوعية الضمير العالمي وخاصة الضمير العربي الذي يعيش بعيدا كل البعد عن المأساة السورية.
يرجع الفضل للمصور الكبير "لورو فندرستوك" مراسل أهم جريدة فرنسية "لوموند" والذي كان طلبه لإقامة هذا المعرض في هذا المكان في قمة الجرءة, لأسباب عديدة يصعب شرحها في هذا المقال لكن يبقى أهمها أن المكان مصنف من أقدم الأماكن الأثرية بفرنسا مما يجعل عملية تغيير أي شيء في المكان من أصعب المهمات.
لكن نستطيع أن نقول أنه سيبقى هذا المعرض الأول من نوعه ولقي ترحيبا وترويجا كبيرا من الإعلام والجمهور الزائر الفرنسي.
و يبقى السؤال في آخر المطاف هل أصبحت الإنسانية لحظات نستشعرها عبر صور أو مقاطع إعلامية وتتلاشى فور إنتهاء عرضها, أم أن الإنسانية تبقى في قلوب الشعوب ولا تجد طريقها إلى قرارات الحكومات التي لا تملك قلوب ولا ضمائر.