الرئيسية » كيف يتعامل الحلبيون مع خبر حصارهم؟

كيف يتعامل الحلبيون مع خبر حصارهم؟

 يشعر أبو يمان بالخوف والتوتّر فهو بعيد عن الجوّ العسكري كما يقول، وخبر حصار حلب مدينته هو الحديث الرائج هذه الأيام، فهو يعمل خيّاطاً في إحدى الورشات القليلة داخل مناطق سيطرة المعارضة المسلّحة في مدينة حلب، وقد عانى الأمرّين إلى أن استطاع أن ينتقل من أجيرٍ لدى صاحب الورشة المقيم في مصر، إلى مسؤول عن الورشة.

 

وكان قد بدأ بالعمل على حسابه الخاص منذ شهورٍ قليلة ليشعر بالإنتعاش بعد سنتين من المعيشة الصعبة، ليأتيه خبر الحصار، الذي لا يريد تصديقه، ليحبط معنوياته و يدمر آماله و خططه المستقبلية.

 

يقول أبو يمان الثلاثينيّ بينما يطرق وجهه أرضاً وهو يشعل لفافة تبغ: «بعدَ أن نجونا من برميل دمّر نصف المبنى الذي تتواجد فيه الورشة لكونها في قبو المبنى، قررت ترميم الجدار المتصدّع وإصلاح الأبواب والشبابيك والإستمرار بالعمل، وبعد موجة البراميل وهرب العديد من الخياطين خارج المدينة ازدادت طلبات العمل، ولكن الخبر الذي يتناقله الناس أشعر الجميع بالإرباك، وصار استقرارنا الجزئي على كفّ عفريت». القوات الحكومية كانت منذ أيام قد تقدّمت في الكتل المطلّة على طريق «الكاستيلو» شمال المدينة وهو الطريق الأخير الواصل بين المدينة وريفها، وبدأت الأخبار تتضارب حول إطباق الحصار على المدينة، و قد نظّم عدد من الناشطين مظاهراتٍ غاضبة نددت بقادة الألوية المتواجدة في مدينة حلب، وتوجّهت هذه المظاهرة إلى مقرّ فصيل «جيش المجاهدين» يطالبونهم بالتوحّد لأجل المدينة. وبحسب ناشطين، كانت نقاشات عفوية حادّة قد دارت مع قائد الفصيل هدد فيها المتظاهرون باقتحام المقرات بصدورهم العارية و خاطبهم أحد المتظاهرين الغاضبين قائلاً: «إن لم تستطيعوا حمايتنا وحماية مدينتنا فماذا تفعلون هنا»، المظاهرة التي لم يتجاوز عدد المتظاهرين فيها مئة و خمسين متظاهراً توجّهت إلى مقرات بعض الألوية في اليوم الأوّل وتابعت في اليوم التالي إلى باقي المقرّات بهتاف كرروه: «الجيش الحر عالجبهات ما عاد بدنا ميليشيات».

 

أبو يمان لم يشارك في المظاهرة فهو يعتقد بأنها لا تؤثّر على الوضع العام فهي «لعبة كبيرة» لا يعرف نهايتها، وكلّ همه اليوم هو أن ينتهي من الأقمشة التي لديه وأن يخرج مكنات الخياطة إلى الريف الشمالي قبل أن يصبح الحصار واقعاً.

في حين لم تشهد أسعار المواد الغذائية والمحروقات ارتفاعاً ملحوظاً بسبب استمرار الطريق الواصل بين الريف والمدينة بالعمل، إذ يشهد حركة نزوح كبيرة من المدينة إلى الريف صباح كل يوم.

 

يُذكر أن طريقاً آخر يتم تجهيزه يمر من منطقة «بني زيد» قد يكون المنفذ الأخير لإجلاء المدنيين في حال إطباق الحصار خلال الأيام المقبلة.