يعتبر مطار بارو في بوتان من أخطر مطارات العالم وأكثرها إثارة للرعب، حيث يقع في واد تحيط به جبال شاهقة الارتفاع. ولشدة خطورته لا يسمح إلا لـ24 طياراً من كل العالم بالهبوط فيه.
وقبل الهبوط في هذا المطار تطير الطائرة بشكل متعرّج بين الجبال التي يصل ارتفاع بعضها إلى أكثر من 5000 متر. ليظهر مدرج قصير جداً يتعين على الطيار أن ينجح بالهبوط على أرضيته بسلام وفي زمن قياسي. غالباً تجربة الطيران في هذه الحالة لن تكون ممتعة والهبوط بحد ذاته سيكون تجربة مفزعة.
علاوة على موقع مدرج المطار الذين يوجد في واد تحيط به جبال شاهقة الارتفاع، وكون المدرج نفسه قصيرا بشكل لا يصدق فإن التضاريس الطبيعية في منطقة المطار تجعل من المستحيل الهبوط هناك باستخدام نظام الهبوط الموجه والذي عادة ما يضمن درجة من الأمان.
ويتضمن هذا النوع من الأنظمة أجهزةعلى الأرض تقوم بالإرسال إلى أجهزة الاستقبال على متن الطائرة. وبهذه الطريقة تُستخدم للتوجيه الأفقي والرأسي.
تسمح أنظمة الهبوط نزولا آمنا للطائرة حتى في ظل أسوأ ظروف الرؤية المنخفضة. إلا أنه في مطار بارو لا يمكن للطيارين الاعتماد على أي نظام أو جهاز سوى أعينهم.
أثناء الهبوط الصعب، يجب على الطيارين أن يشقوا طريقهم بشكل متعرج بين الجبال. معتمدين على معالم على الأرض محددة ومعروفة مسبقاً لتُوجّههم. وعند الوصول إلى المدرج بالغ القصر يأتي التحدي الآخر والأخطر ربما ثلاثون ثانية مصيرية للوصول إلى الأرض بأمان، ثلاثون ثانية فقط قبل ملامسة عجلات الطائرة أرضية المدرج.
يخضع الطيارون المسموح لهم بالهبوط في بارو لتدريب صارم جداً، يتضمن التدريب على أجهزة المحاكاة بالإضافة إلى إجراء عمليات إقلاع وهبوط ناجحة في الموقع في طائرة بدون ركاب.
وعلى عكس الطائرات الخفيفة، فإن طائرات الركاب الكبيرة ليست مصممة للقيام بمناورات شديدة كالتي يتطلبها الهبوط في بارو، لذا الأمر صعب حتى على الطيارين المرخّصين أصحاب الخبرة الطويلة على نفس الطريق الجوي.
كما أن الهبوط في بارو يتطلب ظروفاً مثالية، فلا يمكن الهبوط ليلاً مثلاً، أو في فترات الرؤية المنخفضة، أو في ظل الرياح الشديدة والعواصف.