يعاني المقاتلون الذين ينتمون لفصائل الثوار على إختلافها في سورية من إهمال كتائبهم وقادتهم لهم إن أصيبوا بجروح بالغة تفقدهم في أحيان كثيرة الحركة وتمنعهم من الرجوع لمواصلة القتال, وبعضهم يفقد أطرافه أو يصاب بشلل عام جراء إصابة دقيقة في المراكز العصبية في الظهر أو في الرأس .
في الغالب تعيش عائلة المصاب الذي لم يعد بإستطاعته العمل مأساة حقيقية في ظل زيادة المتطلبات اليومية خصوصاً من لديهم أطفال , وهنا تلقى المسؤلية بالكامل على قادة الكتائب والألوية بسبب إهمالهم لهذه الحالات ونكران للجميل الذي قدموه أثناء قتالهم عندما كانوا في أفضل حالاتهم الصحية .
( م.م) شاب قاتل في صفوف أحد ألوية الجيش الحر لمدة طويلة وخاض معهم عدة معارك إلى أن أصيب بإحداها إصابة بالغة كانت في عموده الفقري والتي تسببت له بعجز وشلل نصفي بعد رحلة علاجية طويلة تكفل بها والده في مستشفيات تركيا إستمرت حوالي السنة والنصف .
طيلة هذه الفترة وبحسب شهادة مقربين لم تدفع كتيبته أي مصاريف علاجية ولا حتى تعويضات مادية للشاب الذي أصبح عاجز عن العمل , وعندما طالب والده قائد الكتيبة التي تتبع للواء المذكور قال له بالحرف الواحد " مالك عندي شي " طبعاً كان هذا بعد أن باع قائد الكتيبة كل سلاحه وترك العمل المسلح في الثورة .
ليست الحالة الوحيدة هذه هناك قصص كثيرة لمصابين وجرحى يفتقرون لأجرة المواصلات لكي يراجعوا المشافي التي يتطببون فيها إن كان في تركيا أو في الداخل السوري .
ذنبهم الوحيد أنهم أصيبوا في معارك مع قوات الأسد وكانت إصاباتهم قاضية , جعلت منهم أطياف بشرية غير قادرة على الحركة والإنتاج , بذلوا الغالي من ممتلكاتهم وهي الصحة في سبيل الله والثورة وكان جزاؤهم الإهمال والتشرد بسبب طمع وجشع قادتهم .
من الضروري في هذه الحالة إنشاء مكتب يهتم بهؤلاء المصابين ودعمهم نفسياً ومادياً , ومسائلة قاداتهم إن هم أكلوا حقوقهم وما أكثر أكلي حقوق الناس في هذه الأيام وخصوصاً أولئك المتنفذين من قادات الكتائب والألوية التي لا تخاف الله في عناصرها ومجاهديها .