بعد أن حررت غرفة عمليات جيش الفتح مدينة إدلب, توجهت طلائع مقاتليها إلى المعسكرات القريبة من أريحا المدينة التي انسحبت إليها أعداداً كبيرة من قوات الأسد التي كانت موجودة في إدلب, ويقع على الطريق الواصل بين إدلب ومدينة أريحا معسكر الطلائع أو كما يسميه البعض معسكر "المسطومة" الذي إتخذته قوات الأسد منذ بدء الثورة مقراً عسكرياً لها, بعد أن كان يتبع لمنظمة طلائع لبعث التابعة لوزارة التربية.
ستة حواجز سقطت بيد الثوار على الطريق الواصل إلى معسكر المسطومة, المعسكر المدجج بالأسلحة الثقيلة والدبابات وقواعد الصواريخ التي يقصف منها الريف الإدلبي بالعادة, وليس ببعيد يتمركز معسكر القرميد الأشهر, حيث يشتهر بكثرة المدافع المصوبة بإتجاه أغلب مناطق إدلب المحررة منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
كلا المعسكرين ومقار أمنية وعسكرية أخرى, تقع بالقرب من مدينة أريحا المحاذية لجبل الأربعين التلة المرتفعة والتي تشرف بشكل مباشر على مناطق إدلب, ما يعزز القول أن المهمة أصعب بكثير من تلك التي بدأها الثوار منذ عشرة أيام عندما حرروا إدلب.
لن تفرط قوات الأسد ومليشياتها بالمقار العسكرية والثكنات المنتشرة بالقرب من مدينتي جسر الشغور وأريحا بسهولة, وخاصة أنه صلة وصل هامة لقواته وعقدة الربط بين اللاذقية وبين ما تبقى له في إدلب, وهو ما سيشكل تحد كبير لغرفة عمليات الفتح التي تابع قسم منها معاركه بعد إدلب وآخرون لا يزالون في المدينة يتمتعون بفرحة النصر المختلطة بدماء الشهداء بعد الحملة العنيفة التي شنتها مقاتلات لأسد على المدينة الوليدة في حضن الحرية.
تبقى الأيام القليلة القادمة محيرة ومليئة بالتطورات التي يتمناها كل السوريين أن تصب في صالح الثورة المتعبة أصلاً من الجنوب وحتى الشمال في حلب, تلك التي قرر الجميع خذلانها والضغط عليها للقبول بمصالحة دي مستورة سفير الإستسلام.
يشار إلى أن الثوار استطاعوا تحرير أريحا في 3-7-2013 ضمن معركة أطلقوا عليها "كسر القيود عن أريحا الصمود" , انتقم الأسد حينها من الأهالي في المدينة وشن عليها أكثر من أربعين غارة خلال فترة سيطرة الثوار عليها ما أجبرهم على الانسحاب منها حرصا على الأهالي في المدينة وممتلكاتهم.