الرئيسية » موسم زراعي مبشر شمال سورية وأزمة تسويق تنتظر المزارعين

موسم زراعي مبشر شمال سورية وأزمة تسويق تنتظر المزارعين

تجاوزت معدلات الأمطار السنوية في الشمال السوري 500 ملم لعام 2015، حيث شهدت المناطق الشمالية في إدلب وحلب بالتحديد هطولات مطرية غزيرة خلال فصل الشتاء والنصف الأول من فصل الربيع، وقد تجاوزت نسبة الأيام الماطرة والغائمة 70 بالمئة من عدد أيام الشتاء.

 

محصول جيد ينتظره الفلاحون في المناطق الشمالية حيث السهول في ريفي حلب وإدلب والتي تمتد على مساحات واسعة وتتسم بخصوبة تربتها والتي تعطي إنتاجاً وفيراً طالما توفرت الأمطار خصوصاً بعد الاعتماد الشبه كلي من قبل المزارعين على مياه الأمطار لري محاصيلهم في ظل ارتفاع سعر المحروقات وغلاء أسعار محركات الديزل التي أعاقت الزراعة المروية من الأبار الارتوازية.

 

شمال شرق حلب، في سهول السفيرة والباب ومنبج، كانت تشهد طفرة زراعية قبل أن يسيطر عليها تنظيم داعش، يعود ذلك للسواقي التي كانت تغطي تلك السهول والتي تعتمد في ري محاصيلها على المياه التي تضخها مضخات قادمة من نهر الفرات، ومع سيطرة التنظيم على المرافق هناك تعطلت معظمها وبالأخص سواقي الري الخاصة بالزراعة.

 

تزرع البقوليات والحبوب بشكل خاص في ريفي حلب وإدلب بالإضافة للخضار التي تعد اليوم المورد الرئيسي لجيش كامل من العاطلين عن العمل، ولولا أن هذه المناطق تعيش حالة من عدم الاستقرار وانعدام الأمن لكانت ازدهرت بشكل أكبر بعد أن شهد قطاع الزراعة إقبالاً كبيراً من اليد العاملة وعنصر الطلب المتزايد من السوق المحلية في المناطق المحررة.

 

عفرين والتي لا تزال خارج الصراع السوري تقريباً وتشهد نوعاً من الاستقرار باتت المصدر الأكثر أهمية لعدد كبير من الخضار والفاكهة التي تصدر إلى المناطق المحررة والخاضعة لسيطرة الأسد في آن معاً، كما شهد قطاع زراعة الزيتون في المدينة طفرة إنتاجية جيدة ويتوقع أن يكون الإنتاج لهذا العام في عفرين ضعف الأعوام السابقة بسبب دخول مئات الألاف من أشجار الزيتون العمر الإنتاجي.

 

– أزمة تسويق:

على الرغم من المصاعب الأمنية والإنتاجية المتمثلة بارتفاع تكاليف الآلات واليد العاملة ووسائل النقل إلا أن العملية الإنتاجية الزراعية في المناطق المحررة تعمل، لكنها تواجه التحدي الأكبر وهو تسويق المنتج الزراعي، حيث لا تتناسب أسعاره مع القيمة المضافة على تكاليف الإنتاج والتي ارتفع إلى أكثر من عشرة أضعاف خلال الأعوام الأربعة الماضية من عمر الثورة.

كذلك تفتقد المناطق المحررة حتى الآن لمراكز ومؤسسات تستطيع استيعاب كميات كبيرة من المحاصيل التخزينية كالحبوب مما أتاح الفرصة لتجار السوق لسوداء لتصدير هذه السلع إلى مناطق سيطرة النظام وبأسعار تنافسية يستفيد منها نظام الأسد.