الرئيسية » عرب الحسكة يواجهون حرب تهجير مع ازدياد نفوذ الميليشيا الكردية

عرب الحسكة يواجهون حرب تهجير مع ازدياد نفوذ الميليشيا الكردية

يجد العرب من سكان ريف الحسكة أنفسهم في مواجهة عمليات تهجير قسري من ديارهم بحجة موالاتهم لتنظيم داعش، وذلك عقب سيطرة الميليشيا الكردية من وحدات حماية الشعب على مناطقهم بعد معارك عنيفة مع التنظيم.

وقد بات نزوح المدنيين وتهجيرهم من مدنهم وقراهم من أكثر المشاهد التي يطالعها المتابع للمشهد المضطرب في سوريا، وجاء الدور هذه المرة على ريف محافظة الحسكة الغربي، حيث نزح عشرات الآلاف من السكان العرب، بعد سيطرة وحدات الشعب الكردية على مزيد من القرى في المنطقة.

 

وتوجه السكان في رحلة النزوح والتهجير القسري نحو البادية وريف المدينة الجنوبي، وبعضهم تجاه تركيا، خاصة مع السيطرة الكردية على مناطق تل تمر وجبل عبد العزيز وريف رأس العين، التي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم داعش منذ فبراير/شباط 2014.

ووفق ما أكده ناشطون وشهود عيان، فقد سيطرت الوحدات الكردية خلال الأيام الماضية على عدة قرى بالمنطقة، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي تنظيم داعش، وبمساندة طائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

وتمكن المقاتلون الأكراد من التقدم في الريف الغربي باتجاه جبل عبد العزيز “وهم يتجهون الآن نحو الجنوب الغربي على طريق تل أبيض” وفقا للناشط الميداني سراج الحسكاوي.

وأضاف الحسكاوي أن السيطرة على القرى بدأت منذ نحو أسبوع، إلا أن النزوح ازداد بشكل كبير خلال اليومين الماضين، خاصة بعد تجريف الوحدات الكردية عشرات المنازل، ومصادرة المحاصيل الزراعية، واتباع سياسة التهجير القسري.

وأشار إلى أن عدد النازحين في هذه القرى وصل إلى 150 ألفا، وهم ينتمون لمنطقة كبيرة وواسعة جدا، يبلغ طولها نحو 75 كلم، وعرضها 45 كلم.

وبدأت الحرب الفعلية في فبراير/شباط الماضي، مع انطلاقة المعارك بالريف الغربي، عندما حاول تنظيم داعش اقتحام تل تمر الأشورية، حيث فشل في ذلك وبدأ بالتراجع في محور الريف الغربي للمحافظة، مما أتاح للوحدات الكردية الاستيلاء على شمال الجبل، بينما استعادت قوات النظام السيطرة على شرقه.

من جانبه، يشير الناشط الإعلامي عمر عبد العزيز -وهو من أبناء ريف الحسكة- إلى أن سياسة التهجير ليست وليدة اللحظة، بل هي نهج الوحدات الكردية منذ نحو عام تقريبا “عندما هجرت نحو أربعين ألف عائلة في ريف تل حميس وجزعة جنوب القامشلي العام الماضي”.

وقال عبد العزيز للجزيرة نت إن التهجير عاد مجددا، لكنه يطال الآن الريف الغربي، وقرى أخرى في ريف عين العرب.

ويؤكد أحمد أبو خليل، أحد النازحين العرب من الريف الغربي لجبل عبد العزيز، أنه لجأ إلى تركيا منذ أيام بعد دخول الوحدات الكردية إلى قريته، مبينا أن السيطرة على قرى منطقته حصل منذ أسبوع تقريبا.

وقال أيضا إن عمليات التهجير القسري بدأت منذ يومين، وإن “الكثير من السكان لم يكن له مأوى سوى البادية، خاصة القريبة منها من دير الزور، أو الواقعة ضمنها” كما نزح بعضهم إلى مدينة الحسكة.

وأكد أبو خليل أن عشرات المنازل تم تجريفها أو حرقها من قبل الوحدات الكردية، وقدر عددها بنحو 150 منزلا، وقال إن الوحدات الكردية عللت ممارساتها بأن سكان هذه القرى كانوا متعاونين مع تنظيم داعش.

ووفقا لشهود عيان، فقد تمت سرقة المنازل ومصادرة الأراضي وتوزيعها على عناصر هذه الوحدات، خاصة في قريتي تل مجدل والرزاوة والأخيرة، ويقدر عدد سكانها بنحو ستة آلاف نسمة، كما صودرت كميات كبيرة من المحاصيل الزراعية.

ومنعت الوحدات الكردية المزارعين من العمل في أراضيهم بحجة أنها مناطق عسكرية “وأن تنظيم داعش قام بتفخيخها” مهددين بقتل كل من لا يغادر المنطقة.

لكن مصدرا مقربا من وحدات حماية الشعب الكردية -طلب عدم ذكر اسمه- نفى للجزيرة نت ممارسة الوحدات “أي خطأ مقصود” تجاه أهالي القرى، لافتا إلى أن ما حصل هو “اعتقال بعض المطلوبين للتحقيق معهم”.

 

وأشار إلى وجود عرب كثر في صفوف الوحدات، ومنهم عناصر جيش الصناديد من قبيلة شمر “وبالتالي فهي تمثل كل شرائح محافظة الحسكة، وحريصة على حماية الجميع” مضيفا أنه سوف تتم محاسبة كل من قام بأي ممارسات خاطئة من الوحدات.