وجهت الولايات المتحدة الأمريكية أصابع الاتهام إلى الأسد ووصفته بالداعم لجهود تنظيم داعش خلال قصفه لمناطق الثوار في ريف حلب الشمالي، وكشفت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف "بأن تقارير تشير إلى أن غارات طيران الأسد تساعد تنظيم داعش على التقدم نحو حلب، وبأن قواته تتجنب توجيه ضربات على مواقع التنظيم".
وأضافت هارف كذلك "إلى اطلاع المسؤولين في واشنطن على تقارير تفيد بأن طيران الأسد نفذ غارات جوية داعمة لتقدم داعش في حلب، لمساعدتها في هجومها الأخير لقتل المدنيين في الشمال".
كما اتهمت هارف نظام بشار الأسد بالعمل على تقوية التنظيم، وقالت "في الحقيقة، ليس هناك أداة للتجنيد لصالح داعش أفضل من وحشية نظام الأسد، لقد خسر بشار الأسد شرعيته منذ أمد طويل، ولن يكون شريكاً فعلياً في مكافحة الإرهاب برغم ما يعلنه على الملأ"
يذكر بأن طيران الأسد قصف مدن وبلدات ريف حلب الشمالي خلال الأيام القليلة الماضية بالتزامن مع المعارك التي يخوضها الثوار على أكثر من محور ضد التنظيم، كما استهدفت مدفعية الأسد المتمركزة في شمال حلب مدن وبلدات ريف حلب الشمالي في الوقت الذي كانت تتعرض فيه لقذائف مشابهة من قبل التنظيم.
لا يعول الثوار على الموقف الأمريكي الداعم للأسد، فالأمريكان على دراية تامة بالتنسيق الأمني والمخابراتي بين النظام والتنظيم، كما يعرفون تماماً ما يهدف إليه الأسد من خلال عملياته العسكرية المساعدة لداعش والتي تتجلى في صرف أنظار الثوار عن متابعة معارك إدلب ودحر ما تبقى من ثكنات تابعة للأسد بالقرب من الساحل السوري.
في السياق، الثوار السوريون هم اليوم أحوج من أي وقت مضى للتكاتف والتعاون لإفشال كل المخططات التي تحاك ضدهم من قبل كل الأطراف دولية كانت أو محلية متمثلة بتنظيم داعش ومليشيا الأسد، فلا أهمية للتصريحات الأمريكية التي صدعوا بها رؤوس السوريين على مدى أعوام الثورة الأربعة في الوقت الذي كانوا فيه يتصدون لإجرام الأسد بصدورهم العارية.