شن طيران الأسد غاراته الجوية اليوم على ريف حلب الشمالي، حيث قصفت الطائرات الحربية والمروحية مدن وبلدات مارع، وتل رفعت، وأحرص، وحربل، وتل قراح بالإضافة إلى حي جب القبة في حلب القديمة.
الحصيلة الأولية لعدد الشهداء جراء الحملة الجوية نهار اليوم والتي بدأت عند الساعة الثامنة صباحاً، أكثر من ثلاثين شهيداً وعشرات الجرحى، فيما لا تزال فرق الإنقاذ والدفاع المدني في تل رفعت وأحرص تحاول رفع الأنقاض وانتشال من تبقى من المدنيين.
تصعيد قوات الأسد يأتي في إطار التعاون بينه وبين تنظيم داعش الذي لا يزال أيضاً يمطر بلدات ومدن ريف حلب الشمالي بعشرات القذائف الصاروخية والمدفعية كل يوم، بالتزامن مع معارك الثوار على طول خطة الجبهة لمنع تقدم التنظيم.
لا يقتصر التعاون بين تنظيم داعش ونظام الأسد على توفير التغطية الجوية من قبل الأخير، لا بل هناك تنسيق عالي المستوى على الأرض، حيث بدأت جحافل مرتزقة النظام تتسلل وتحاول التقدم في أكثر من جبهة، في كرم الطراب والبريج وخان طومان وغيرها من المناطق.
بالنسبة لجبهات داعش مع قوات الأسد تشهد هدوء غير مسبوق ويعيش الطرفان في وئام ملفت للنظر، بينما يشن الطرفان هجوماً واسعاً على حلب وريفها، براً وجواً، لا يميزون بين طفل أو امرأة وشعارهم جئناكم بالذبح وتقطيع الرؤوس وتفتيت أجسادكم إلى أشلاء بالبراميل المتفجرة والصواريخ.
بعد كل هذا هل بقي هناك مشكك في قضية التلازم والعشق بين نظامي البغدادي والأسد المدعومان أمريكياً؟ وهل بقي للمشككين أي حجج ودلائل ليستندوا عليها لتبرير أعمال داعش التي أجمعت الأمة على خارجيتها وغدرها وإرهابها وترويعها للناس مثلها في ذلك كمثل بشار الأسد وعصابته التي تفتك بالسوريين على امتداد الجغرافية الشامية؟