أربع سنوات من الثورة، والقتل المضاد الذي نالته على يد النظام المجرم كانت كافية لتخلق مناخ ملائم لظهور أمراض نفسية واضطرابات يعيشها السوري في موطنه الجريح أو خلف الحدود في بلاد اللجوء على إختلافها.
تزايدت هذه الأمراض في الأونة الأخيرة، وظهرت بشكل جلي في البيئات الإجتماعية التي تعرضت للبطش والقصف والتهجير والتشريد، وكان لتغير الظروف المعيشية والحياتية التي يعيشها السوري في ظل الحرب التي يشنها الأسد الدور الأبرز في ظهورها.
بالعادة لا يلقي الناس بالاً لهذه الأمراض التي لا تقل فتكاً عن الأمراض العضوية التي يصاب بها الإنسان، ولا تتم المعالجة منها في ظل الفقر والحاجة لتأمين ضروريات يومية أكثر إلحاحاً.
وبحسب المركز الصحفي الذي تحدث عن حالة من ردات الفعل النفسي لرجل أربعيني من ريف إدلب، تظهر هذه المشكلة بجلاء والتي يمكن اعتبارها خطر حقيقي يتهدد المجتمع السوري إذا ما تفاقمت بشكل أكبر دون إيجاد حلول لها.
والرواية هي (استيقظ أهالي قرية سيجر صباح أمس الاثنين على أصوات المراصد المحلية وهي تنادي الكتائب لتطويق المنطقة والبحث عن فاضل الشيخ كردوش الذي قتل ثلاثة من أبناءه وزوجته الحامل بشهرها السادس ذبحا بالسكين وخنق الطفلة الصغيرة).
فقد أقدم المدعو فاضل كردوش(42 سنة) من أهالي قرية سيجر على ذبح ثلاثة من أبناءه الخمسة وزوجته إنصاف العدلة (34 سنة) من بلدة البارة، حيث لا يتجاوز عمر الابن الكبير عن تسع سنوات، والثاني سبع سنوات، والطفلة الثالثة ثلاث سنوات، فقد قتلهم هم وأمهم بدم بارد، واستطاعت بنتان أن يهربان من سكين الأب القاتل ويبقيا على قيد الحياة حيث استطاعا الخروج من المنزل عندما بدأ بذبح الأم أنصاف أمام الصغار فلم يستطيعوا المقاومة والهرب.
وبعد أن قام بجريمته التي هزت الضمائر فر هاربا من المنطقة ونتيجة للتحرك السريع للفصائل الثورية في المنطقة استطاع فصيل يتبع لصقور الشام من إلقاء القبض عليه وتسليمه للمحكمة الشرعية في المنطقة.
عرف عن هذا الرجل الوضع الإقتصادي الجيد حيث كان يعمل في دمشق بتجارة الخردوات لكن نتيجة للأزمة التي تعصف بالبلاد لجأ لقريته الصغيرة، وفي الفترة الأخيرة بدأت تظهر عليه حالات من الإضطرابات النفسية وعدم التوازن.
تقع قرية سيجر في الريف الغربي لإدلب في منطقة سهل الروج وقريبة من بلدة عرب سعيد على طريق سلقين، ارتبط أسم هذه القرية بمضخات المياه التي تروي مدينة إدلب والتي استخدمها الثوار أكثر من مرة للضغط على النظام في مدينة إدلب، لكن ما حدث يوم أمس مختلف هذه المرة فقد استنفرت الكتائب ليس لإيقاف المضخات والضغط على النظام بل للبحث عن هارب ذبح عائلته.