الرئيسية » تركيا تؤكد أنها لن تسمح بتقسيم سورية

تركيا تؤكد أنها لن تسمح بتقسيم سورية

أتت المواقف التركية متأخرة، وكانت بادئ الأمر مقلقة للسورية الأحرار , في الشمال تحديداً بعد أن توضحت أهداف المليشيات والأحزاب الكردية وعلى رأسها حزب العمال الكردستاني وذراعه العسكري في تقسيم سورية.


تقدم وتقدم للمليشيات الكردية , وتقهقر لتنظيم داعش على طول الحدود الشمالية , وبمساعدة قوية من قبل طيران التحالف الدولي الذي كان يمطر مناطق التنظيم بمئات القذائف الصاروخية يومياً ليبقى أمر التمشيط والتقدم بدون أي مقاومة من مهمة الوحدات الكردية التي لم تلتحم مع قوات داعش إلى في مناسبات معدودة على الأصابع.


بدى وكأن التحالف الدولي يمهد فعلاً لإقامة دولة كردية شمال سورية حتى لو كان ذلك على حساب سحق الأكثرية وسرقة تضحياتها على مدى خمسة سنوات من الثورة , كل ذلك والأتراك كانوا متفرجين صامتين وهذا ما زاد الطين بلاً ودفع الكثير من المثقفين والناشطين السوريين للقلق والخوف من قادم مجهول وأسود.


لم يصمت الأتراك طويلاً , وأخيراً توالت تصريحات مسؤليهم تباعاً , على لسان رئيس الجمهورية ورئيس وزرائه ووزير الخارجية , حتى تطور الأمر إلى خروج تصر يحات من قادة عسكريين في الجيش التركي تحدثوا عن جاهزية وحداتهم الخاصة لمنع أي عمل يتهدد أمن تركيا أو تقسيم سورية شمالاً.


بحسب صحيفة "يني شفق" التركية التي قالت ، بأن الجيش التركي يعد مخططاته المتعلقة بإقامة منطقة حدودية آمنة شمالي سوريا بعمق 35 كم وطول 110كم، مشيرة إلى أن محاولات حزب الاتحاد الديمقراطي لإنشاء دولة كردية شمالي سوريا وتوجه تنظيم داعش إلى الأهداف الاستراتيجية دفعت الحكومة التركية إلى توخي الحذر والتهيأ لإنشاء الممر الآمن.


وتفيد الصحيفة بأن رئاسة أركان الجيش وجهاز الاستخبارات التركي سيتعاونان في وضع اللمسات الاخيرة على المخطط، الذي يتضمن دخول 18 ألف جندي من بوابتي مرشدبنار وقرقامش الى عمق ثلاثة وثلاثين كيلومتر حتى يوم الجمعة القادم.


وتؤكد الصحيفة بأن قرار إقامة المنطقة الآمنة تم الاتفاق عليه بين رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، وطالبا رئيس أركان الجيش نجدت اوزال إنهاء استعداداته بهذا الشأن. الذي أكد بدوره جاهزية القوات المسلحة التركية للقيام بالعمليات العسكرية المطلوبة.


كما نقلت صحيفة "ميلليت" التركية، آراء بعض المصادر السياسية التي تتحدث عن ضرورة تدخل الجيش التركي، لأن الحكومة التركية مصرة على منع سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي الجناح السوري لتنظيم بي كا كا، او سيطرة تنظيم داعش على منطقة جرابلس، مشيرة الى أن للجيش التركي القدرة على السيطرة على شريط حدودي بعمق 40 كيلومتر باستخدام المدفعية الثقيلة، وقدراته الجوية دون الدخول في سوريا مما يساعد الجيش السوري الحر في اعلان الشريط الامن، كما ان صلاحية الحكومة التركية تسمح بتوغل الجيش التركي او القيام بعمليات تعقب في هذه المنطقة عند الحاجة.


تصريحات تركية لا ترقى أن تكون مهمة حتى إذا ما طببق شيئ منها بشكل واقعي فكثيراً ما سمع السوريون على مدى سنوات الكثير من الخطابات التركية الحماسية والوعود والخطوط الحمراء التي أخترقت جميعها من قبل الأسد.