الرئيسية » سماء سوريا مزدحمة بحملة أميركية وأخرى روسية

سماء سوريا مزدحمة بحملة أميركية وأخرى روسية

كان المشهد في بغداد أشبه بفيلم سينمائي، إذ ظهر جنرال روسي صباح أمس الأربعاء في السفارة الأميركية ببغداد ليخبر الولايات المتحدة بأنها يجب أن تخلي سماء سوريا المجاورة لأن قصفا روسيا على وشك أن يبدأ.

لكن مسؤولين قالوا إن الولايات المتحدة تحدت تحذير روسيا، رغم مخاوف بشأن سلامة الأطقم الجوية الأميركية التي تحلق بسرعة كبيرة بالمجال الجوي السوري المحدود لقصف أهداف تنظيم الدولة الإسلامية.

وذكر مسؤولون أن الجيش الأميركي شن ضربة واحدة على الأقل أمس الأربعاء، ولم يخبر الروس بموعدها أو مكانها.

وقال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر في إفادة صحفية إن "التحالف سيواصل مهام التحليق فوق العراق وسوريا كما هو مخطط، وكما فعلنا اليوم".

وأدخلت الضربات الصراع السوري، المستمر منذ أربع سنوات، في مرحلة متغيرة جديدة تشارك فيها القوى العسكرية الرئيسية بالعالم -باستثناء الصين- بشكل مباشر.

مخاطر الحملتين

وتدرك واشنطن وموسكو مخاطر المضي قدما في حملتين جويتين متنافستين فوق سوريا دون تنسيق، فقد يترك هذا الوضع للقوات في مواقع الأحداث أمر اتخاذ قرارات في اللحظات الأخيرة لتفادي أي حادثة.

وذكر مسؤول عسكري أميركي طلب عدم ذكر اسمه أنه "عندما تقترب طائرتان من بعضهما البعض بسرعة عشرين ميلا في الدقيقة.. لا يكون أمامك وقت لترفع الأمر إلى المستوى الرئاسي".

وتتوقع الولايات المتحدة إجراء محادثات عسكرية مع روسيا، اليوم الخميس، في أقرب موعد لبحث سبل الفصل بين الجيشين.

وتحد الجغرافيا حتى الآن على الأقل من حجم الخطورة، إذ تنفذ الطائرات الأميركية والروسية مهامها في أجزاء مختلفة من سوريا.

ويرجع الفضل في هذا لأسباب من بينها الأهداف نفسها، وتقول الولايات المتحدة وحلفاؤها إن روسيا تقصف مناطق لا يبدو أن تنظيم الدولة يحظى بسطوة فيها رغم أن موسكو تزعم أن حملتها التي بدأت للتو تستهدف التنظيم المتشدد.

وتحدث مسؤولون أميركيون عن ضربة روسية قرب مدينة حمص وأخرى محتملة في محافظة حماة.

ضرب الجماعات

وعلى الطرف الآخر، ينصب تركيز الولايات المتحدة أساسا على قصف التنظيم، لكنها وجهت ضربات أيضا لجماعات أخرى منها جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا، وجماعة خراسان.

 وقال ديف ديبتولا، وهو ضابط متقاعد في سلاح الجو الأميركي, إن الوتيرة البطيئة للضربات الأميركية في سوريا تحد أيضا من المخاطر.

وأضاف الضابط، وهو عميد معهد ميتشل لدراسات الطيران، أن "حقيقة الأمر أن العمليات الجوية التي تقوم بها الولايات المتحدة في سوريا ليست نشيطة".

وأرسلت روسيا مقاتلات إلى سوريا تملك قدرات قصف طائرات، وأخرى متخصصة في نوع الضربات التي نفذتها موسكو أمس الأربعاء، وقصفت فيها أهدافا على الأرض.

 

لكن بول شوارتز، وهو زميل بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية هوّن من فرص حدوث اشتباك في سماء سوريا، وتوقع أن يجد الطرفان طريقة لتفادي أي حادثة في الجو. وأضاف أنه "سيعمل الاثنان حثيثا لمحاولة تفادي هذا النوع من التصادم".