تمكن الثوار من استجماع قواهم في ريف حلب الجنوبي على خلفية الصدمة التي تلقوها إبان تقدم قوات الأسد المدعومة بالمليشيات الطائفية على أكثر من محور غرب جبل عزان ومعامل الدفاع.
حيث شهدت جبهات القتال تغيراً جذرياً في ميزان القوى الذي بدى أكثر ميلاً إلى الثوار الذين شكلوا غرفة عمليات عسكرية نظموا من خلالها عملهم العسكري على أربع جبهات من بلاس جنوباً وحتى خان طومان شمالاً.
كما حقق الثوار رقماً قياسياً في حلب بعد تدميرهم لأكثر من ثلاثين آلية عسكرية ومدفع ثقيل وحاملات صواريخ وسيارات دفع رباعي، كان ذلك خلال المعارك الطاحنة التي استمرت لخمسة أيام نزولاً من صباح الجمعة 16 تشرين الأول.
قتلى قوات الأسد والمليشيات الأجنبية المساندة لها أيضا كان بأرقام خيالية وغير متوقعة، قتل العدد الأكبر منهم خلال اليومين الماضيين في محيط عبطين والوضيحي وخان طومان، وهو ما أثر سلبا على معنويات مقاتلي الأسد الذي بدأ الكثير منهم في الهروب وعصيان الأوامر العسكرية الموجهة لهم.
اليوم الثلاثاء دارت اشتباكات عنيفة منذ الصباح على عدة جبهات في ريف حلب الجنوبي، كان أبرزها جبهة خان الطومان، بين كتائب الثوار من جهة، وقوات الأسد والميليشيات الموالية لها من جهة أخرى، حيث حاولت الأخيرة التقدم، فتكبدت خسائر عديدة منها تدمير دبابة t72 وتدمير رشاشا، ومقتل وجرح عدد من قوات الأسد وعناصر مرتزقة تابعة للمليشيات.
كما شنت الطائرات الحربية الروسية والتابعة لقوات الأسد غاراتها الجوية المكثفة التي استهدفت مناطق الاشتباك، والمناطق المدنية، في الريف الجنوبي والشرقي لحلب، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى في مدينة دير حافر في الريف الشرقي والتي تخضع لسيطرت تنظيم داعش، بالإضافة إلى الدمار الواسع الذي لحق منازل المدنيين وممتلكاتهم.
لعل الصعيد الإنساني هو الأكثر تضرراً، حيث نزحت آلاف العائلات من مناطق الاشتباك في ريف حلب الجنوبي، لتبقى بدون مأوى في ظل نقص كبير بمختلف المواد الأساسية واليومية، وسط القصف والاشتباكات، ما جعل الوضع الإنساني لهذ العائلات متردي.