سيطر ثوار فتح إدلب على مدينة أريحا المعقل البارز لقوات الأسد بالقرب من جبل الأربعين، تحقق ذلك في وقت قياسي، حيث لم يفصل بياني التحرير وبدء المعركة سوى ساعات قلائل، عندما تحررت الحواجز والثكنات التابعة لقوات الأسد تباعاً وصولاً إلى قلب المدينة والتي تم تمشيطها مساء أمس الخميس وتم اعتقال العشرات من الجنود وقتل الثوار خلال العمليات العسكرية أكثر من ثلاثين عنصراً تابعين لمليشيا الدفاع الوطني والقوات الخاصة.
الأنظار الآن متوجهة إلى ثوار الفتح في إدلب، ترى إلى أين ستكون الوجهة بعد أن تم تحرير أريحا، هل ستتوجه طلائع الثوار إلى محمبل والقرى المحيطة بها لإكمال السيطرة على الريف بشكل شبه كامل؟ وهل ستكون بلدتا كفريا والفوعة على قائمة العمليات العسكرية خلال الأيام القادمة؟
على المدى الأبعد، هل سيكون الزحف باتجاه حلب التي تنتظر بفارغ الصبر انطلاق عملياتها العسكرية التي أعلن عنها من خلال غرفة العمليات، أم سيحظى سهل الغاب وريف حماة الشمالي بشرف زحف ثوار الفتح، علماً أن المعارك هناك مستمرة وكانت مشتعلة بالتزامن مع معارك إدلب وريفها، وتأتي في إطار التضييق على قوات الأسد وتشتيت جهدها العسكري.
تبقى الأيام القادمة مليئة بالتطورات والمستجدات، وأينما كانت الوجهة للثوار بالتأكيد ستصب في صالح إضعاف الأسد وقواته التي بدت منهارة بشكل شبه كامل وهي في انحسار مستمر إلى الغرب نحو الساحل الذي يعتقد أنه سيكون المعقل الأخير الذي ستلجأ إليه قوات الأسد في سورية.