المخاطر تتزايد يوماً بعد يوم على الحدود السورية التركية في الشمال الحلبي، ويتنامى في المقابل خطر تنظيم داعش الذي بات يقصف قلب المدن التركية كمدينة كلس القريبة من الحدود.
تعزيزات تركيا تكاد تكون مجرد استعراض للعضلات، وهي غير جدية، أمام ضغوطات الأمريكيين والأوربيين، والذين لا يحبذون تدخلها عسكرياً في سوريا وإرسال قوات برية، وتعرف ذلك تماماً داعش وهي تواصل استفزاز تركيا ولكن هذه المرة بإراقة الدماء على الأراضي التركية.
خطوات تركية حذرة ووعود وتصريحات غير متطابقة مع الأفعال، هكذا عهدنا السياسة التركية على مدى خمس سنوات من عمر الثورة السورية، وربما من الإنصاف القول كان الحنث بالوعود أو بعضها على الأقل كالخطوط الحمراء والمنطقة الأمنة هو جراء ضغط أمريكي وبطاقة حمراء رفعت في وجه تركيا باستمرار.
في السياق، صرح وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو" بأن بلاده ستنشر في شهر أيار/مايو، على حدودها مع سوريا، صواريخ من طراز "هيمارس" وذلك بالاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية، جاء ذلك في حوار تلفزيوني أجراه جاويش أوغلو على قناة "هابير تورك"، فقال: "وصلنا إلى اتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية لنشر صواريخ طراز "هيمارس" على الحدود التركية السورية، لتغطية منطقة منبج، وفي إطار هذه الاتفاقية ستصل هذه البطاريات إلى تركيا في شهر أيار/مايو".
وأوضح أن الهدف الأساسي لنا هو أن نطهر المنطقة الممتدة حتى "منبج" والتي تبلغ 98 كيلو مترا من عناصر تنظيم داعش، وعندما يتم تحقيق هذا الأمر، تكون المنطقة الآمنة قد فرضت نفسها"، وتابع جاويش في السياق نفسه، مشيرا إلى أن قادة العالم وصلوا إلى تطابق في الرؤى مع تركيا فيما يخص المنطقة الآمنة، فقال: "إن أوباما صرح مؤخرا أنه لا يعارض فكرة المنطقة الآمنة، وألمانيا توافقنا الرأي في هذا الإطار، باتوا يفهمون أن تركيا على حق فيما يخص المنطقة الآمنة، والموضوع السوري، ولكن لم يفهموا ذلك إلا مؤخرا، ويعود السبب في تأخرهم في الفهم إلى أنهم يقتربون من الموضوع بأحكام مسبقة".
هي أماني إذاً، تسعى تركيا باستمرار لتحويلها إلى أمر واقع، فهي اليوم أحوج ما تكون إلى إبعاد خطر التنظيمات الإرهابية عن أراضيها، وتحييد مدنها القريبة من الحدود عن مصادر النيران.