علت أصوات الغناء والتصفيق في حديقة جامعة دمشق بعد ساعات من مجزرة الكيماوي في غوطة دمشق التي أودت بحياة أكثر من 1300 سوري معظمهم من الأطفال.
وإن كان السوريون اعتادوا ما لا يمكن أن تقبله إنسانية الإنسان من تصرفات ومجازر من الشبيحة، فإن مكبرات الصوت التي تم تركيبها على جسر الرئيس في منطقة البرامكة بقلب العاصمة دمشق، والاحتفالات بين صفوف الشبيحة جعلت السوري فريسة الحقد والخوف.
خلت منطقة البرامكة وجسر الرئيس إلا من شبيحة النظام والأسد، وارتفعت أسلحتهم في أيديهم الخارجة من السيارات التي جابت شوارع دمشق، وإن كانت مكبرات الصوت في منطقة البرامكة أسمعت سكان المنطقة، فإن سيارات الشبيحة أكملت الواجب وجالت في عاصمة الأمويين لتسمع كل من بقي حياً في المدينة الأغاني المؤيدة لبشار الأسد.
وبحسب "م.ع" الشاب ذو العشرين عاماً فإن غصة المجزرة وصور الأطفال التي انتشرت في الإعلام العالمي والعربي، ظهرت تلك الغصة وكأنها قزم أمام شعور الإهانة والحقد من منظر سيارات الشبيحة التي جالت المدينة.
ويقول "س.ه": "تمنيت لو أنني تحولت لقنبلة لأتفجر في سياراتهم، لم أصدق أذني وبدأت بالصراخ حتى بح صوتي، حاولت أن أغطي على أصوات فرحتهم بموتنا، ولكن صوتهم كان عالياً وغطى على صوت نحيبي".
"مزة 86" توزع الحلويات ابتهاجاً
وزع الشبيحة والموالون الحلويات في منطقة المزة 86، المعروفة بأنها تجمع بين جدران بيوتها أكبر عدد من الشبيحة، وترافق توزيع الحلويات مع صوت زغاريد وهتافات شماتة بكل من قتل في مجزرة غوطة دمشق في الصباح.
ولعل توزيع الحلويات ابتهاجاً بنصر يشعرون به مع قتل 1300 سوري، يذكّر السوريون بتوزيعها عند سيطرة حزب الله وجيش الأسد على القصير وارتكاب مجازر لا مجزرة واحدة.
صفحات تشبيحية تشمت بالضحايا
يرى "أحمد" أن السوريين اليوم اثنان، ولن يأتي يوم يجمعهم في صفة واحدة، فصفحات المؤيدين تتلذذ بدماء القتلى فكتبت صفحة "شهداء الوطن": "أكثر من 500 قتيل في الغوطة الشرقية، لم يحصوا قتلى المعضمية.. اللي محيي الجيش".
وعبرت صفحة "شبكة حرستا" المعروفة بالتشبيح : "وأخيراً الكيماوي السوري انطلق، أبو حافظ ما عهدناك إلا الحامي الأول والحكيم لسوريا، سربنا نحو القمة".
واستخدمت تلك الصفحات الكثير من الألفاظ التي توصف ضحايا المجزرة بصفات من الصعب كتابتها، وغلب على تلك الكلمات البذاءة والتحقير.
وعلق "ط": "هالمجزرة تمثلني……..".
تبدو رسالة النظام ومؤيدوه وشبيحته واضحة لمحبيه قبل معارضيه, للخارج قبل الداخل: "سنحول سوريا كلها إلى زملكا وجوبر وعين ترما، وسنكون المطر الأسود لسوريا.. نحن من سيرسل لعنة الخراب على الجميع لنهاجم كل طهاراتكم.
وإن كانت مدارس ومستقبل سوريا لن يرى وجوه أولئك الأطفال التي غزت صورهم الإعلام، وبكاهم السوريون جميعاً، فإن قتلهم والتشفي بموتهم يحوّل المعادلة إلى المعادلة المستحيلة الفهم والحل.