أعلنت وزارة الخارجية الروسية اليوم الجمعة أن روسيا حثت الحكومة السورية على التعاون مع بعثة خبراء الأمم المتحدة والسماح لها بالتحقيق في استخدام القوات الموالية للرئيس بشار الأسد للأسلحة الكيماوية، وأضافت الوزارة في بيان لها أن وزير الخارجية سيرجي لافروف ونظيره الأميركي، جون كيري، اتفقا على الحاجة إلى إجراء تحقيق موضوعي في المزاعم خلال مكالمة هاتفية أمس الخميس.
إلى ذلك، أشار بيان الوزارة إلى أن على مقاتلي المعارضة أن يضمنوا دخولاً آمناً لبعثة الأمم المتحدة للمناطق التي سيجرون تحقيقاتهم فيها.
السويد شبه متأكدة
في المقابل، صرح وزير الخارجية السويدي، كارل بيلت، أنه شبه متأكد من أن سوريا استخدمت أسلحة كيماوية في قصفها على مدنيين قرب دمشق. وأكد بيلت على مدونته "لدى محاولتي تقييم كل المعلومات المتوافرة، أجد أن من الصعب التوصل إلى خلاصة أخرى غير أن مادة كيميائية قاتلة استخدمت في الهجوم الذي شنته قوات النظام السوري ليل الثلاثاء – الأربعاء". وأضاف "وصلتنا حتى الآن معلومات عن استخدام أسلحة كيميائية، ويبدو من الواضح أنها استخدمت مراراً في مختلف الأماكن، حتى لو أن ذلك حصل بشكل أساسي على نطاق ضيق". وكرر القول إنه "من المهم أن يحصل مفتشو الأمم المتحدة في أقرب وقت ممكن على الحق في تفقد المكان والتحدث عما يتوصلون إليه".
الصين تدعو لعدم التسرع
في المقابل، دعت الخارجية الصينية كل الأطراف إلى عدم استباق الحكم في التحقيق الخاص بالهجوم الكيماوي في سوريا. وقالت الخارجية في بيان لها إنه قبل أن يؤكد التحقيق ما حدث فعلاً في سوريا، على كل الأطراف تفادي استباق الحكم على النتائج.
من جهته، رأى المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي أن الهجوم الكيماوي المزعوم في سوريا يجب أن يسرع الإعداد لمحادثات السلام في جنيف 2.
بان كي مون والعواقب الوخيمة
يأتي هذا في وقت أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في سيول حيث يقوم بزيارة، أن استعمال أسلحة كيميائية في سوريا في حال تأكد سيشكل "جريمة ضد الإنسانية" وستكون لها "نتائج خطيرة". وقال "كل استعمال للأسلحة النووية في أي مكان ومن قبل أي كان ومهما كانت الظروف يعتبر انتهاكاً للقانون الدولي"، مضيفاً أن "مثل هذه الجريمة ضد الإنسانية سيكون لها نتائج خطيرة على الذي ارتكبها".
كما وصف الأمر إذا صح "بأنه تحد خطير للأسرة الدولية بمجملها والإنسانية التي تجمعنا في وقت جرى هذا الأمر وبعثة خبراء الأمم المتحدة موجودة في البلاد". وأوضح "لا يمكنني أن أفكر بأي سبب يجعل طرفاً ما – الحكومة أو قوات المعارضة – ترفض فرصة البحث عن الحقيقة في هذه القضية".
إلى ذلك، طلب الأمين العام للأمم المتحدة من الحكومة السورية السماح لمفتشي المنظمة الدولية بالتحقيق "دون تأخير في أحدث مزاعم عن وقوع هجوم كيماوي" في ريف دمشق، وإتاحة دخولهم إلى الموقع.
وطلب مون من ممثلة الأمم المتحدة السامية لشؤون نزع السلاح أنجيلا كين السفر إلى دمشق لمطالبة السلطات بالسماح لفريق المنظمة، الذي وصل إلى سوريا يوم الأحد بالتحقيق في مزاعم سابقة عن استخدام الأسلحة الكيماوية بزيارة الموقع الجديد. وقال إنه يسعى جاهداً من أجل الحصول على تعاون كامل من الحكومة السورية حتى يبدأ فريق الأمم المتحدة التحقيق سريعاً.