قالت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إن المحققين السوريين طلبوا من الفتاة الإسرائيلية التي عبرت حدود بلادها باتجاه سوريا، معلومات عن مواقع تواجد أفراد الجيش “الإسرائيلي”.
وبحسب ما يتضّح من لائحة الاتهام التي قدّمت الجمعة ضد الفتاة التي تسللت إلى سوريا، طلب عناصر تابعون لنظام الأسد منها بأن تقودهم إلى ثكنة عسكرية للجيش “الإسرائيلي” لإطلاق نار على أحد الجنود، إلا أنّ الشابة رفضت ذلك.
وردّت الشابة على العناصر السورية بالقول: “غير معنيّة بالموت والقتل”، وقيل لها “لن نقتل الجنود الإسرائيليين، بل سنخطفهم إلى سوريا”. وتنسب لائحة الاتهام للشابة تهماً تتعلّق بمغادرتها إسرائيل بشكل مخالف للقانون.
وقال محاميا الشابة بعد تقديم لائحة الاتهام: “على النقيض من الحالات السابقة، التي سبّبت إضراراً بأمن الدولة ولم تقدّم لائحة اتهام ضد أشخاص اجتازوا الحدود، في هذه الحالة واضح للجميع أن الشابة لم تضرّ ولم تكن عندها نيّة الإضرار بأمن الدولة”.
كما يتضّح من لائحة الاتهام أن الشابة “منذ تسريحها من الخدمة العسكرية عام 2019، تبّنت أسلوب حياة متنقلاً وتنقّلت في أرجاء البلاد. في هذه الفترة زارت مرّات عديدة أراضي السلطة الفلسطينية”.
وأوردت لائحة الاتهام أن الشابة سافرت في بداية تشرين الأول/أكتوبر بسيارتها على طول الحدود اللبنانيّة وتحدّثت مع لبنانيين كانوا على الجانب الآخر من الحدود، وأن “صورها انتشرت في لبنان وكُتب إلى جوارها أن حزب الله حائر من الإسرائيلية الشجاعة التي تتجوّل قرب الحدود”. وحاولت الشابة، وفق لائحة الاتهام، دخول قطاع غزّة في نهاية العام الماضي مرّتين، مرّة عبر البر ومرّة من البحر.
في كانون الأول/يناير 2021، اجتازت الشابة الحدود مع الأردن على دراجة، ووصلت إلى ثكنة للجيش الأردني واحتست القهوة مع الجنود، قبل أخذها إلى التحقيق وإعادتها إلى إسرائيل لاحقاً. وخلال التحقيق قالت الشابة إنها تعرف أنه يمكن اجتياز الحدود من المعبر (بشكل رسمي)، إلا أنها اجتازت الحدود بشكل غير قانوني “بسبب الشعور المرتبط بذلك، وبسبب أنها أرادت الالتقاء بجنود”.
ووفق لائحة الاتهام، قرّرت الفتاة، في نهاية الشهر ذاته، اجتياز الحدود مع سوريا والبقاء هناك لفترة، “وسافرت إلى كريات شمونة، وبعد يوم استقلّت في السابعة مساءً حافلة إلى مجدل شمس وبعد ساعة وصلت إلى البلدة ونزلت من الحافلة. من هناك بدأت بالصعود إلى جبل الشيخ والحدود، وهي تحمل طعاماً ومعدات شخصية وهاتفاً وكاميرا”، أبقتها جميعاً في المنطقة منزوعة السلاح، وأخذت معها الكاميرا فقط.
وبعد اجتيازها المنطقة منزوعة السلاح، سارت الفتاة لساعات طويلة، وعند الساعة السابعة من مساء اليوم التالي وصلت إلى قرية خضر، التي تبعد كيلومترات إلى الشرق عن مجدل شمس. وعند وصولها إلى قرية خضر، بدأ أشخاص بالتجمع حولها وأخذها اثنان منهم إلى محطّة للشرطة في المنطقة، ونقلت بعد ذلك بيوم إلى دمشق.
وأفرج عن الفتاة الإسرائيلية بعد جهود دبلوماسية واسعة قامت فيها إسرائيل مع روسيا، وبحسب ما ورد تضمنت عودتها صفقة إطلاق أسرى سوريين في إسرائيل وشراء الحكومة الإسرائيلية لقاحات روسية مضادة لفيروس كورونا المستجد لسوريا.