قال خبير عسكري إسرائيلي إنه “في الدقائق الأولى من التعرف إلى الصاروخ السوري فوق سماء النقب، كان هناك من اعتقد من الإسرائيليين أن سيناريو الانتقام الإيراني قد تحقق من خلال استهداف مفاعل إسرائيلي مقابل ضرب المفاعل الإيراني، ويدل على ذلك تجربة الاعتراض الفاشل، والصمت الإسرائيلي لعدة ساعات”.
وأضاف أمير بار شالوم، في مقاله بموقع “زمن إسرائيل”، ترجمته صحيفة “عربي21″، أنه “لا يعقل أنه بخلاف الجهد الاستخباري المحموم في الساعات التي تلت الإطلاق، وصلت رسالة من سوريا مفادها أنه لا توجد نية هنا لإيذاء ديمونا، وسواء كانت رسالة تم تمريرها من إدارة الأسد عبر روسيا، أو تفاهما إسرائيليا على أساس المعلومات الاستخباراتية، أو كليهما، فإن رد الجيش الإسرائيلي يشير إلى أن قواعد اللعبة لم يتم كسرها، بل انتهكها السوريون بطريقة غير مخطط لها”.
وأوضح أن “قضية توقيت إطلاق صاروخ النقب يشهد على ذلك، فقد أعلن مجلس النواب السوري الانتخابات الرئاسية الشهر المقبل، ولا يبدو أن هناك من خطط لخوض حرب مع إسرائيل خلال هذه الفترة، وكل الأطراف تدرك ما تعنيه محاولة الإضرار بمفاعل ديمونا، وماذا سيكون رد الفعل الإسرائيلي، وهذا المنطق واضح للإيرانيين أيضا”.
وأشار إلى أن “مهاجمة هدف استراتيجي في إسرائيل من داخل سوريا سيؤدي لأضرار جسيمة وواسعة النطاق، ليس فقط لمؤسسات وشخصيات الحكومة السورية، ولكن أيضا للأهداف الإيرانية، لكن إسرائيل لا تريد لألسنة اللهب الحالية الاشتعال بالضرورة، بمعنى آخر، فإن إيران تتفهم أن تكلفة مهاجمة سوريا قد تكون أكبر بكثير من الفائدة، وتعرض للخطر الهدف الاستراتيجي المتمثل بوضع القوات الإيرانية على الحدود الإسرائيلية السورية”.
وأكد أنه “إذا تم اتخاذ قرار بمهاجمة مفاعل ديمونا، فمن المرجح أن يكون من منطقة اليمن، وليس من سوريا، ففي اليمن نشرت إيران بطاريات صواريخ أرض-أرض دقيقة، بجانب أسراب من الطائرات من دون طيار الانتحارية، وعهدت بها إلى المتمردين الحوثيين، وطالما حرمت فرق الإطفاء في السعودية من نومهم، ولهذا وقعت اتفاقية دفاع مع اليونان تتضمن نشر بطاريات صواريخ من الجيش اليوناني على الأراضي السعودية”.
وأشار إلى أن “تنفيذ هذا الهجوم على مفاعل ديمونا من اليمن ليس مخاطرة حقيقية على إيران، كالمخاطرة الناجمة عما لو كان الهجوم مصدره من سوريا، وفي الوقت ذاته تحافظ إيران على مبدأ استخدام المبعوثين والبريد السريع لتنفيذ الهجوم، دون أن تضطر طهران لدفع ثمن مباشر، كما أن هجوما إيرانيا من اليمن يقلل من نطاق خيارات الرد من جانب إسرائيل مقارنة بذلك ضد سوريا، بسبب المسافة الجغرافية والتغطية الاستخباراتية”.
وأوضح أن “إسرائيل حذرت إيران أكثر من مرة بشكل غير مباشر من خيار إطلاق النار من اليمن من خلال نشر مواد استخباراتية حديثة في وسائل الإعلام الدولية، وهذا ما حدث فور إرسال الطائرة من دون طيار الإيرانية إلى إسرائيل في فبراير 2018، كما دمرت إسرائيل سيارة التحكم التي انطلقت من مطار T-4 قرب مدينة تدمر في أعماق سوريا”.
وأكد أنه “بعد أن تم إجراء تحقيق شامل في اعتراض الصاروخ السوري باتجاه النقب، فقد اعترف الجيش الإسرائيلي أن الصاروخ أخطأ الهدف، وليس عبثا أن الجيش في عجلة من أمره لنشر النظام الذي تم استخدامه ضد الصاروخ السوري، وعلى ما يبدو يتطلب عدم الكشف عن نقاط الضعف إبان اعتراض الصاروخ السوري”.
وختم بالقول إن “الفشل ليلة الأربعاء بشأن صاروخ النقب حدث يجب أن يجعل النوم بعيدا عن أعين الجيش الإسرائيلي، لأنه للمرة الثانية خلال ثلاث سنوات، فشلت المنظومة الدفاعية باعتراض الصواريخ متوسطة المدى، وسواء كان الحدث متمثلا بإطلاق نار منفرد، أو إطلاق وابل كما هو الحال في الحرب، فإنه في كلا الحدثين يتطلب الأمر مزيدا من الانتباه لاتخاذ القرار الأكثر ملاءمة لمواجهة سيناريو قتالي بآلاف الصواريخ”.