قال مسؤول بوزارة الخارجية السعودية اليوم الجمعة، إن التقارير الإعلامية الأخيرة التي تفيد بأن رئيس الاستخبارات السعودية أجرى محادثات في دمشق غير دقيقة.
وأكد السفير “رائد قرملي” في تصريحات وكالة رويترز، أن السياسة السعودية تجاه سوريا لا تزال قائمة على دعم الشعب السوري، وحل سياسي تحت مظلة الأمم المتحدة ووفق قرارات مجلس الأمن ومن أجل وحدة سوريا وهويتها العربية.
وجاءت هذه التصريحات بعدما كشفت صحفية “رأي اليوم” الكويتية عن وصول وفد سعودي إلى العاصمة السورية دمشق في الرابع من الشهر الجاري، تمهيدا لعودة العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين الرياض ونظام الأسد.
وبحسب ما نقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية تابعة لنظام الأسد، قولها إن وفدا سعوديا برئاسة رئيس المخابرات السعودي، الفريق خالد الحميدان، زار دمشق والتقى مع بشار الأسد، ونائبه للشؤون الأمنية، اللواء علي مملوك.
وأوضحت الصحيفة في تقريرها أن الطرفان اتفقا على أن تكون هناك زيارة مطولة للوفد السعودي بعد عيد الفطر، مضيفة أن الوفد السعودي اتفق مع مسؤولين في نظام الأسد على “عودة العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح السفارة السعودية في دمشق، كخطوة أولى لاستعادة العلاقات في مختلف وشتى المجالات.
ولفتت الصحيفة إلى أن المصادر قالت إن الوفد السعودي أبلغ مُضيفيه السوريين بأن بلاده ترحّب بعودة سوريا إلى الجامعة العربية، وحضور مؤتمر القمة العربية المقبل في الجزائر في حال انعقاده.
وكان متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، فضل عدم الكشف عن اسمه، أكد لقناة الحرة، أن “الوزارة على علم بالتقارير التي تحدثت عن محادثات سورية سعودية جارية لإعادة فتح السفارة السعودية في العاصمة السورية.
وقال المسؤول نفسه “أحيلكم إلى الحكومة السعودية للتعليق على ذلك”، قبل أن يضيف “نؤمن بأن الاستقرار في سوريا والمنطقة بشكل عام يمكن تحقيقه فقط من خلال عملية سياسية تمثل إرادة كل السوريين ونحن ملتزمون بالعمل مع الحلفاء والأمم المتحدة لضمان بقاء حل سياسي دائم في متناول اليد”.
وفي الرابع من الشهر الماضي عبّر وزير الخارجية السعودي “فيصل بن فرحان” في مقابلة مع شبكة “CNN”، عن أمل المملكة السعودية، أن تتخذ حكومة بشار الأسد الخطوات المناسبة لإيجاد حل سياسي، مشيرا إلى أن هذا هو السبيل الوحيد للتقدم في سوريا.
وقال بن فرحان حينها، ردا على سؤال حول ما إذا كانت السعودية تخطط للتواصل مع بشار الأسد، بأن “هناك عملية ترعاها الأمم المتحدة بحيث تنخرط المعارضة مع الحكومة السورية، موضحا أن السعودية تدعم هذه العملية”.
وكانت صحيفة الغارديان نقلت بدورها عن مسؤولين في الرياض قولهم إن “تطبيع العلاقات يمكن أن يبدأ بعد فترة وجيزة من عيد الفطر”.
وأشار أحد المسؤولين للصحيفة إلى أن “التخطيط لهذا الأمر بدأ منذ فترة، ولكن لم يتم المضي بشيء”، موضحا أن التغييرات الإقليمية التي شهدتها المنطقة كانت بمثابة “انفتاحة” جديدة.