الرئيسية » للمرة الأولى.. متحف تركي يعرض آثار فرعونية مكتشفة في الأناضول

للمرة الأولى.. متحف تركي يعرض آثار فرعونية مكتشفة في الأناضول

باشر متحف الآثار بولاية إزمير التركية، للمرة الأولى، عرض تماثيل “الأوشابتي” التي كانت توضع في المقابر المصرية القديمة، والبالغ عمرها 2700 عام.

و”الأوشابتي” هي عبارة عن تماثيل صغيرة، يعتقد واضعوها بأنها تحل محل المتوفى في تأدية الأعمال الشاقة في العالم الآخر، بحسب معتقداتهم، مثل حرث الأرض، وكانت تصنع من الفيانس (نوع من السيراميك كان يصنعه قدماء المصريين)، أو الخشب، أو الحجر الجيري.

يأتي ذلك في إطار مشروع أطلق عليه المتحف اسم “سترى ما لم تستطع رؤيته من قبل”، لتمكين الزوار المحليين والأجانب من الاطلاع على قطع أثرية مختلفة كل شهر.

وفي إطار المشروع عرض المتحف لزواره خلال سبتمبر/ أيلول الحالي ثلاثة من تماثيل “الأوشابتي” المكتشفة خلال أعمال الحفريات الأثرية بإزمير (غرب) مطلع القرن الماضي.

وفي تصريح للأناضول، أشار مدير المتحف هنكار كاسار، إلى اكتشاف أماكن عبادة مصرية في نقاط عديدة من منطقة الأناضول.

وأوضح أنهم أطلقوا المشروع المذكور للتعريف بالثراء التاريخي للأناضول وإماطة اللثام عن القطع الأثرية الخاضعة للحماية.

 

اقرأ أيضاً: الأطول من نوعه في العالم.. نفق “تيتوس” أعجوبة الهندسة المعمارية القديمة

بفضل حكايته الغريبة وطريقة بنائه الرائعة، يُعد نفق “تيتوس” الواقع في منطقة سمانداغ بولاية هاتاي جنوبي تركيا، من أهم الوجهات التي تحظى بإقبال كبير من قِبل السياح الراغبين بخوض رحلة عبر التاريخ.

يستلقي نفق “تيتوس” القديم في منطقة “صمان داغ” التابعة لولاية هطاي جنوب تركيا شاهداً على فن معماري مذهل، ونُحت النفق على يد 1000 عبد فيما مضى ليمنع مياه الفيضانات التي كانت شائعةً في المنطقة. وهو اليوم يحظى باهتمام خاص من السياح المحليين والأجانب.

ويعد نفق “تيتوس” مشروعاً ضخماً بدأ منذ 2000 عام عندما تم حفره في قاعدة الجبل لمنع مياه الفيضانات التي تحمل الرمال والحصى من غمر ميناء المدينة وتهديد عمله، ولا يزال يمثل أعجوبة هندسية لا تصدق.

كما يعرف هذا النفق بـ ”نفق فيسباسيان“، نسبة إلى الإمبراطور الروماني الذي حكم خلال القرن الأول الميلادي

وتم تصميم النفق لأول مرة من قبل الإمبراطور الروماني “فيسباسيان” الذي بدأ بناءه في عام 69 بعد الميلاد وأكمل العمل به خليفته وابنه الإمبراطور “تيتوس” واستمر حتى زمن خلفائه الآخرين، لينتهي تماماً في عهد أنطونيوس بيوس في القرن الثاني. وقد تم بناؤه عن طريق حفر الصخور باستخدام السواعد البشرية فقط.

والنفق هو جزء من نظام تحويل المياه من مساراتها الطبيعية نحو مسار صنعي مدروس بعناية ويتكون من سد وقناة قصيرة وقسم نفق أول وقناة وسيطة قصيرة وقسم نفق ثان وقناة تصريف طويلة.

آلية الحفر

ويحتوي نفق “تيتوس” على نقش محفور بأناقة في الصخر عند مدخل النفق الأول.. بينما يوجد واحد آخر في نفق التفريغ الأخير. وهو يقف اليوم كشاهد على التاريخ تجب زيارته لكل وافد إلى “هطاي” لأنه يأخذ الضيوف في رحلة رائعة عبر الزمن.

ويبلغ طول النفق 1.380 متراً وارتفاعه 7 أمتار وعرضه 6 أمتار، ما يثير إعجاب الزوار المحليين والأجانب بهندسته المعمارية البديعة وسط الطبيعة.

وهو يقع عند سفح جبال “نور” بالقرب من قرية “شفلك” الحديثة على بعد 7 كيلومترات شمال غرب وسط “صمان داغ” و35 كيلومتراً جنوب غرب أنطاكيا.

ويثير النفق استغراب وحيرة السياح بسبب طريقة بنائه الفريدة، إذ تم حفره وسط الجبل بأدوات بدائية كالمطرقة والإزميل.

كما تقع مغارة المهد أيضاً بجوار النفق مباشرةً على بعد 100 متر فقط، وتتميز بهيكل معماري وزخارف مبهرة للغاية.

وتقع المغارة في الجهة الشرقية من النفق، وتحتوي على قبور تعود للعصر الروماني.. حيث يُعتقد بأنها قبور لمسؤول من طبقة النبلاء مع أفراد أسرته.

وفي حديثها مع الصحافة قالت “عائشة إرسوي” مديرة متحف “هطاي” للآثار، إن الولاية تحتل قيمة تاريخية وثقافية مهمة بفضل هذه المواقع التاريخية.

وذكرت “إرسوي” أن “هاتاي” استضافت العديد من الحضارات عبر تاريخها وأنها الآن تحظى باهتمام كبير من قبل الزوار المحليين والأجانب. وأشارت إلى أن نفق “تيتوس” لا يزال من أبرز الأماكن في المدينة. وأضافت أن عدد زوار النفق يتزايد يوما بعد يوم

“نفق تيتوس الذي يبلغ طوله 1.380 متراً وهو أثر روماني هام لمدينتنا، يأخذ زواره في رحلة عبر الزمن. لقد توافد أكثر من 28.000 زائر محلي وأجنبي إلى نفق تيتوس خلال الثمانية أشهر الماضية”.

وقال “طيار دميرجي” الذي جاء من غازي عنتاب للسياحة:”نفق تيتوس مكان من عجائب الطبيعة. يجب على الجميع التوقف هنا بالتأكيد”.

أما “جلال قره داوود” الذي جاء من مرسين لزيارة النفق مع عائلته، فقال إن “هطاي” ولاية هامة تركت بصماتها في التاريخ. وصرح بأنه مسرور بزيارة المدينة التي استضافت العديد من الحضارات. وأضاف:”هطاي مدينة لها مكانة مختلفة في تركيا من حيث التاريخ والطبيعة وفن الطبخ”.

شهبا برس – وكالات