بعد السيطرة على طريق خناصر أصبحت عشرات الحافلات تعبر من حماة الى حلب وذلك على وقع أصوات القذائف و المعارك التي وصلت الى مشارف السفيرة في سعي قوات النظام لتأمين الطريق اكثر ولإبعاد طلائع الثوار عن طريق الإمداد الرئيسي لحلب .
شهبا برس صعدت في احدى الحافلات المتجهة الى حماة .. لن نذكر الطريق الذي سلكته ولا الحافلة التي صعدت فيها لأسباب امنية ..
ما نود ذكره اليوم , عشرات من القرى المنتشرة في ريف حلب الجنوبي , قاسم مشترك بين جميع القرى و رايات حزب الله مرفوعة على ما تبقى من جدران بقيت واقفة تعارك الريح الجنوبية المحملة برمال الصحراء .
مدنيون لا يتجاوزون اصابع اليدين ينظرون الينا من بين النوافذ البعيدة المشرعة و علامات الخوف والذهول تعتلي جباههم وافواههم وعيون الترقب والخوف تلاحقنا في كل مكان .
حواجز النظام تمتد على طول الطريق في مسافة تتراوح بين 15- 20 كم , تنتشر حواجز النظام اضافة الى وضع مراصد على معظم التلال الرئيسية التي تكشف المناطق المحيطة بالطريق مما يعكس حالة الخوف التي تعتري قوات النظام المنتشرة هناك , و المدعومة بقوات من ميليشيا حزب الله اللبناني أو الحرس الثوري الايراني .
أسلاك الكهرباء المقطعة و حافلات الركاب المركونة على جانبي الطريق و عربات النظام المدمرة , تؤكد لنا ضراوة المعارك التي جرت هنا , اضافة الى انتشار جثثٍ معظمها يرتدي الزي العسكري الكامل لقوات النظام , مما يدل على خسائر بشرية كبيرة تعرض لها النظام على هذا الطريق , وهذا قد يكون أحد الأسباب التي دفعته الى السعي للسيطرة على هذا الطريق من جديد باتباعه سياسه الارض المحروقة على حد قول احد الناشطين .
وهذا ما اكدته ركام المنازل المنتشرة في كل مكان و بقايا حرائق لازالت مشتعلة في الافق , وكل هذا للسيطرة على هذه البقعة من البلاد رغم حالة العوز التي تعاني منها هذه المنطقة .
يذكر ان قوات النظام استطاعت السيطرة على هذا الطريق بعد معارك طاحنة مع الثوار , ووصلت قواتها الان مدعومة بقوات من الحرس الثوري الايراني وحزب الله اللبناني حسب ما اكد قائد ميداني من الثوار لشهبا برس كان مشاركا في معركة ابو جرين و التي سيطرت عليها قوات النظام قبل اسبوعين من الان , وصلت الى مشارف السفيرة التي تشهد حاليا معارك شرسة جدا حيث يستبسل الثوار في الدفاع عنها .
و لا زالت الانباء الواردة من هناك تتحدث عن صد عنيف للثوار لمحاولات النظام المتكررة السيطرة على السفيرة من عدة جهات تزامنا مع القصف العنيف اليومي الذي لا يتوقف عن المدينة التي لازالت بقبضة الثوار حتى لحظة تحرير هذا الخبر
