قد تكون الأعراف الاجتماعية قد تغيّرت في العديد من بلدان العالم منذ أوائل القرن التاسع عشر، ولكن يبدو أنّ القول المأثور لا يزال صحيحاً بالنسبة لطيور القطرس، وهي طيور بحرية كبيرة جداً تعيش في الغالب في نصف الكرة الجنوبي.
وأفادت صحيفة “ميترو” البريطانية، بأن العلماء أكدوا في دراسة أن طيور القطرس تتمتع بإخلاص شديد وأنها بمجرد العثور على رفيق فهي تتمسك به مدى الحياة، مشيرة إلى أن معدل الطلاق بين هذه الطيور لا يتجاوز 1% فقط، أي أقل بكثير من البشر.
ومع ذلك، فقد تسبّب تغيُّر المناخ وارتفاع درجة حرارة المياه في تعطيل العادة الجيّدة لبعض طيور القطرس ويمكن أن يؤدّي إلى زيادة انفصال الشركاء، وفقاً لدراسة نشرتها، الأربعاء، الجمعية الملكية النيوزيلندية، والّتي تقدّم التمويل والمشورة السياسية في المجالات التي تنطوي على العلوم، والعلوم الإنسانية.
ووجد التقرير أنّ “احتمالية الطلاق عند القطرس تأثّرت بشكل مباشر بالبيئة، وزادت في السنوات الأخيرة مع درجات حرارة سطح البحر الدافئة المغايرة”.
وتؤدّي المياه الأكثر دفئاً إلى انخفاض أعداد الأسماك، ما يعني أنّ الطيور يجب أن تقضّي وقتاً أطول وتسافر لمسافات أطول لتتغذّى.
ويمكن أن تؤثر الظروف القاسية بدورها على مستويات الهرمون وتقليل احتمالية بقاء أبناء القطرس على قيد الحياة.
وذكرت الدراسة: “للمرة الأولى، على حدّ علمنا، وثّقنا الآثار المدمّرة للظروف البيئية الصعبة على عمليات التكاثر لمجموعة أحادية الزوجة”، وخلُص الباحثون إلى أنّه “قد يمثّل الطلاق بدافع بيئي نتيجة متجاهَلة للتغيير المناخي العالمي”.
وللوصول إلى هذا الاستنتاج، درس الباحثون عشيرة برية مما يزيد على 15 ألف زوج من طيور القطرس السوداء المتكاثرة في جزر فوكلاند على مدى 15 عاماً.
ووجدوا أنّ متوسّط ”معدّل الطلاق” السنوي كان 3.7 في المئة بين طيور القطرس، وكانوا يعرفون بالفعل أنّ الأزواج كانوا أكثر احتمالية من الناحية الإحصائية للانفصال بعد فشل التكاثر، حيث بدأت الطيور في البحث عن شركاء تزاوج أكثر توافقاً.