ترتبط الرقائق الإلكترونية ارتباطًا وثيقًا بصناعة السيارات الكهربائية والبطاريات وشتى أنواع الأجهزة الكهربائية وما إلى ذلك، ويشهد الطلب عليها نموًا متصاعدًا، في وقت تعاني فيه شركات صناعة السيارات حول العالم من نقص شديد واضطراب سلسلة التوريد في الأسواق الآسيوية.
وفي حين تسعى الحكومات والشركات بجميع أنحاء العالم لإيجاد حلول لأزمة سلسلة توريد الرقائق الإلكترونية العالمية، التي يعتقد الخبراء أنها قد تستمر معظم العام، أعلن الاتحاد الأوروبي خطة بقيمة 43 مليار يورو (48 مليار دولار) للحدّ من اعتماده على صانعي شرائح الكمبيوتر الآسيويين.
أهداف الخطة
كشفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين عن خطة تتيح للاتحاد أن يصبح منتجًا رئيسًا للرقائق الإلكترونية الدقيقة، ويتوقف عن اعتماده على الأسواق الآسيوية، وفقًا لما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية.
وقالت، إن الرقائق تُعدّ ركيزة الاقتصادات الحديثة، وإن تفشّي وياء كوفيد-19 كشف عن نقاط ضعف في العرض.
وبحسب المحللين، تمثل خطة الاتحاد أحد أهم التطورات التي حصلت حتى الآن نتيجة للتحولات الكبيرة بالاقتصاد العالمي في ظل انتشار وباء كوفيد-19 واضطرار المستهلكين إلى الانتظار شهورًا للحصول على السيارات وغسالات الصحون نتيجة نقص الرقائق الإلكترونية.
وأضافت أورسولا فون دير لايين أن تفشّي الوباء كشف عن ضعف سلاسل التوريد، ما أدى إلى توقّف خطوط إنتاج بأكملها في ظل تزايد الطلب.
وأوضحت أن خطة إنتاج الرقائق في الاتحاد الأوروبي ستربط بين البحث والتصميم والاختبار، وتنسّق بين استثمار الاتحاد الأوروبي والاستثمار الوطني، وتجمع الخطة الأموال العامة والخاصة، وتسمح بمساعدة الدولة لتنفيذ الاستثمارات الضخمة على أرض الواقع.
ولا تزال الخطة تنتظر دعم برلمان الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء.
معالجة سلسلة التوريد
تشابه خطوة الاتحاد الأوروبي خطة الرئيس الأميركي جو بايدن التي تبلغ قيمتها 52 مليار دولار للاستثمار في القطاع الوطني لإنتاج الرقائق، وضمان زيادة الإنتاج في الولايات المتحدة.
وقال أحد الخبراء، إن الخطة الأوروبية سلّطت الضوء على دور تفشّي الوباء بإعادة تشكيل الاقتصاد العالمي.
وقال الشريك المتخصص في سلسلة التوريد بشركة الاستشارات الأميركية كيرني، بير هونغ، إن الاضطرابات يمكن أن تستمر لأشهر لأن متحوِّر أوميكرون لا يزال يلقي بظلاله على جميع مجالات الاقتصاد وخصوصًا في الصين.
وأضاف أن مديري سلسلة التوريد بارعون في التكيف مع الكوارث الطبيعية غير المتوقعة مثل الأعاصير والحرائق، لكن عواقب الوباء كانت بعيدة المدى وتجاوزت حالات الطوارئ.