تركز مهمة المسبار كيوريوسيتي، التابع لوكالة ناسا، على الصخور وجيولوجيا الكوكب الأحمر، لكنه يحاول، في الوقت نفسه، معرفة ما يحدث في سماء المريخ.
وهذا الأسبوع، أصدرت وكالة ناسا صورتين بتقنية GIF تظهر لنا الغيوم المنجرفة فوق موقع الاستكشاف على جبل شارب، أو “أيوليس مونس” بمعنى جبل الريح.
والتقط المسبار كيوريوسيتي، الذي يقترب الآن من عامه العاشر في استكشاف الكوكب الأحمر، الصور التي تُظهر إحداها مشهدا يتضمن منظر كوكب المريخ، والأخرى لسحب تتحرك مباشرة فوق كيوريوسيتي.
ولم تكن مهمة سهلة، كما أشار مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا في منشور بالمدونة يوم الاثنين (15 فبراير)، لأن كاميرات كيوريوسيتي ليست مصممة للنظر إلى السماء.
وبدلا من ذلك، كانت كاميرات المركبة الجوالة مخصصة لتصوير صخور المريخ وخصائص المناظر الطبيعية في رحلتها للبحث عن علامات قديمة لصلاحيتها للسكن.
وقال مختبر الدفع النفاث في تدوينة: “غيوم المريخ باهتة جدا في الغلاف الجوي، لذلك هناك حاجة إلى تقنيات تصوير خاصة لرؤيتها. يتم التقاط صور متعددة لتكون قادرة على الحصول على خلفية واضحة وثابتة.
☁️ Just clouds drifting through the Martian sky. These wisps were ~50 miles (80 km) above me & the height suggests they’re made of carbon dioxide ice. These digitally-enhanced images from one of my navigation cameras were put together into 8-frame GIFs. https://t.co/msDbzywWMP pic.twitter.com/Rwhaot29nq
— Curiosity Rover (@MarsCuriosity) February 17, 2022
وهذا يسمح لأي شيء آخر يتحرك داخل الصورة، مثل السحب أو الظلال، أن يصبح مرئيا بعد طرح هذه الخلفية الثابتة من كل صورة على حدة”.
والتقطت السحب (وظلالها على السطح) في فيلمين من ثمانية إطارات، في 12 ديسمبر 2021 خلال اليوم المريخي البالغ 3325 (اليوم المريخي للمهمة لأن الأيام على الكوكب الأحمر أطول قليلا من دورة الـ 24 ساعة على الأرض).
وقالت ناسا: “يمكن للعلماء حساب مدى سرعة تحرك الغيوم – ومدى ارتفاعها في السماء – من خلال مقارنة المنظورين”.
واستخدم مسبار كيوريوسيتي كاميرا الملاحة الخاصة به مرتين لفحص السحب من منظورين مختلفين، وفقا لمختبر الدفع النفاث، وهو ما تقول ناسا إنه “يسمح للعلماء بحساب سرعة الغيوم وارتفاعها، من خلال مقارنة المنظورين”، وهذا بدوره يوفر أدلة حول تكوينها.
وهذه الغيوم عالية جدا، على ارتفاع نحو 50 ميلا (80 كيلومترا) فوق سطح الكوكب الأحمر.
وقالت ناسا: “الغلاف الجوي شديد البرودة عند هذا الارتفاع، ما يشير إلى أن هذه السحب تتكون من جليد ثاني أكسيد الكربون على عكس سحب المياه الجليدية، والتي توجد عادة على ارتفاع منخفض”.
لم يذكر منشور المدونة مدى سرعة تحرك الغيوم، لكن سرعات الرياح النموذجية بالقرب من سطح المريخ تتراوح من 4.5 ميل في الساعة إلى 22 ميلا في الساعة (7 إلى 35 كم في الساعة)، والتي قد تكون سريعة بما يكفي لتوفير طاقة الرياح على الكوكب الأحمر .
ويقع مسبار كيوريوسيتي في “فوهة غيل” (Gale Crater) على سطح المريخ. وقدمت العربة الجوالة بعض الملاحظات الرائعة للسحب منذ هبوطها في عام 2012، بما في ذلك مشاهد من العام الماضي لغيوم المريخ قزحية الألوان، المعروفة باسم “عرق اللؤلؤ” أو “أم اللؤلؤ” نسبة إلى ألوانها القزحية.
المصدر: سي نت
اقرأ أيضاً: ناسا تتعاقد مع شركة لصنع أول صاروخ يجلب عينات من المريخ
خطت البشرية خطوة أخرى في مهمتها غير المسبوقة المتمثلة في إحضار عينات من صخور كوكب المريخ والرواسب إلى الأرض لتحليلها.
فقد أعلنت وكالة ناسا، عن اختيار شركة لوكهيد مارتن، لبناء مركبة لصعود المريخ، عبارة عن صاروخ خفيف الوزن، من المقرر أن يحمل عينات من الصخور والرواسب والغلاف الجوي من سطح الكوكب الأحمر وتوصيلها إلى الأرض، منضمة إلى أعمال مركبة “برسفيرنس”.
وأشارت وكالة ناسا في بيان إلى أن قيمة العقد لصنع هذه المركبة التي تحمل اسم “Mars Ascent Vehicle Integrated System” تبلغ 194 مليون دولار.
وستكون هذه العملية هي أول رحلة ذهاب وإياب آلية لإحضار عينات بأمان إلى الأرض من خلال برنامج إرجاع عينات من كوكب المريخ. وإذا نجحت، فسوف تساعد في إكمال جوانب الرحلة الفضائية للمهمة التي تنفذها المركبة المتجولة.
وستحتاج مركبة صعود المريخ فقط إلى دخول المدار، وعند هذه النقطة سيتم التقاط حاوية بواسطة مركبة فضائية أخرى، ستبدأ بدورها العودة إلى الأرض. ومن المتوقع أن تهبط في أوائل إلى منتصف عام 2030.
وقال مدير ناسا، بيل نيلسون: “هذا المسعى الرائد يلهم العالم عندما تستعيد أول مهمة روبوتية ذهابا وإيابا عينات من كوكب آخر”، مشيرا إلى أنها “خطوة مهمة ستساعد في النهاية في إرسال رواد الفضاء الأوائل إلى المريخ”.
من المقرر أن تصبح مركبة صعود المريخ أول صاروخ يتم إطلاقه من كوكب آخر، وهي جزء مهم من حملة لاسترداد العينات التي تم جمعها بواسطة المسبار المسبق التابع لناسا وتسليمها إلى الأرض لتحليل هذه العينات.
وأوضحت وكالة ناسا أن “إعادة عينة أمر معقد”، مشيرة إلى تحديات تواجه مركبة صعود المريخ.
من بين التحديات التي تواجه تلك العملية، التأكد من أنها قوية بما يكفي للبقاء “على قيد الحياة” في البيئة القاسية على سطح المريخ، مع كونها قابلة للتكيف أيضا للعمل مع مركبات فضائية متعددة وصغيرة بما يكفي لتناسبها داخل نموذج استرداد العينة المقرر إطلاقه في موعد لا يتجاوز عام 2026.
وحطت “برسفيرنس” على سطح المريخ، في فبراير الماضي، بعد رحلة فضائية استمرت سبعة أشهر، في نجاح يدشن مهمة ستستمر أعواما عدة بحثا عن أدلة على حياة سابقة محتملة على الكوكب الأحمر.
وتعتزم وكالة ناسا استمرار تشغيل مركبة “برسفيرنس” حتى يناير 2023، حيث تقوم بإرسال الصور بشكل مستمر وتبحث عن العينات لدراستها.
المركبة المتنقلة “برسفيرنس”، مصممة لاكتشاف آثار لكائنات دقيقة قديمة كان يعج بها المريخ -حسب اعتقاد علماء- قبل ثلاثة مليارات سنة.
وحطت المركبة الضخمة في فوهة جيزيرو، التي يعتقد العلماء أنها كانت تحتوي على بحيرة قبل 3.5 مليار سنة، والتي تعتبر أخطر موقع هبوط على الإطلاق بسبب تضاريسه.