أطلقت الولايات المتحدة قمرا اصطناعيا سريا تابعا لمكتب الاستطلاع الوطني الأميركي، في الفضاء، من قاعدة جوية في كاليفورنيا.
وانطلق القمر الاصطناعي “إن آر أو إل-87″ في تمام الساعة 6:13 صباحا من قاعدة القوة الفضائية في فاندنبرغ، بولاية كاليفورنيا، على متن صاروخ مكون من مرحلتين من طراز “سبيس إكس فالكون 9”.
وتلك كانت أول مهمة يعيد فيها مكتب الاستطلاع الوطني الأميركي (إن آر أو) استخدام أحد صواريخ سبيس إكس المعززة، بحسب بيان صدر عن قاعدة فاندنبرغ.
وانفصلت المرحلة الأولى المعززة من الصاروخ “فالكون9” وهبطت بنجاح في منطقة الهبوط رقم 4 بقاعدة كاليفورنيا.
واكتفى مكتب الاستطلاع الأميركي بوصف القمر “إن آر أو إل-85” بأنه “شحنة أمن قومي سرية حيوية”.
ومهمة إطلاق القمر كانت واحدة من ثلاث مهام أوكلتها القوات الجوية الأميركية لشركة سبيس إكس عام 2019 بلغت كلفتها مجتمعة 297 مليون دولار.
ومكتب الاستطلاع الأميركي هو الوكالة الحكومية المسؤولة عن تطوير وبناء وإطلاق وصيانة الأقمار الاصطناعية الأميركية، التي توفر بيانات استخباراتية لكبار صانعي السياسة ومجتمع الاستخبارات ووزارة الدفاع.
اقرأ أيضاً: سبيس إكس تنطلق في أول مهمة خاصة نحو محطة الفضاء الدولية
انطلق صاروخ “سبيس اكس” في أول مهمة خاصة بالكامل إلى محطة الفضاء الدولية، وعلى متنه ثلاثة رجال أعمال ورائد فضاء سابق في وكالة ناسا.
وحصل الانطلاق الجمعة عند الساعة 11:17 صباحا بالتوقيت المحلي (15:17 بتوقيت غرينتش) وسط أجواء صافية من مركز كينيدي الفضائي في كاب كانافيرال بولاية فلوريدا جنوب شرق الولايات المتحدة.
وتوجه رواد مبتدئون سابقا إلى محطة الفضاء الدولية، خصوصا في العقد الأول من القرن الحالي.
والعام الماضي، أرسلت روسيا طاقم تصوير سينمائي إلى هذه المحطة المدارية، ثم نقلت مليارديرا يابانيا إليها. لكن أفراد طواقم هذه المهمات انتقلوا بواسطة صواريخ سويوز برفقة رواد فضاء محترفين.
هذه المرة، تنظم شركة “أكسيوم سبيس” الرحلة بالتعاون مع “سبيس اكس” و”ناسا” التي تتقاضى أموالا في مقابل استخدام محطتها.
وقال رئيس وكالة الفضاء الأميركية بيل نلسون قبيل الانطلاق “نوسّع حدود التجارة الأرضية نحو الفضاء”.
ويقود المهمة المسماة “Ax-1” الأميركي الإسباني مايكل لوبيث-أليغريا، وهو رائد فضاء سابق في ناسا زار محطة الفضاء الدولية قبلاً.
ودفع كل من أعضاء الطاقم الثلاثة الآخرين عشرات ملايين الدولارات لكل منهم للإفادة من هذه التجربة. ويشغل دور الطيار، الأميركي لاري كونور الذي يرئس شركة عقارية.
ويضم طاقم الرحلة أيضا الكندي مارك باثي وهو رئيس شركة استثمارية، والطيار السابق إيتان ستيبي المؤسس المشارك لصندوق استثماري.
وبات ستيبي ثاني رائد فضاء إسرائيلي في التاريخ بعد إيلان رامون الذي قضى العام 2003 في انفجار مكوك الفضاء الأميركي “كولومبيا” لدى عودته من محطة الفضاء الدولية.
وقال ستيبي في مؤتمر صحافي الأسبوع الماضي ” كان صديقاًً لي”، مضيفا “سأكمل التجربة التي بدأها (رامون) قبل 19 عاما مع تركيز على مراقبة العواصف”.
– تجارب علمية –
ولهؤلاء الرجال الأربعة برنامج مثقل، مع حوالى 25 تجربة علمية تتعلق بالشيخوخة وصحة القلب أو حتى الخلايا الجذعية.
وقال مارك باثي إن “التجارب التي سأجريها هناك، والتي تقام لحساب جامعات ومعاهد بحثية كندية، ربما ما كانت لتحصل في الفضاء” لولا هذه المهمة.
وهذا من بين أسباب رفض أعضاء مهمة Ax-1 توصيفهم بأنهم سائحون فضائيون.
وقال لاري كونور “أعتقد أنه من المهم التفريق بين سائحي الفضاء ورواد الفضاء الخاصين”، إذ إن أفراد الفئة الأولى “يمضون من 10 إلى 15 ساعة في التدريب من أجل الخروج إلى الفضاء لخمس إلى عشر دقائق (…) أما نحن فقد أمضينا 750 إلى أكثر من ألف ساعة في التدريب”.
وقد تدرب كونور ومايكل لوبيث أليغريا على نظام كبسولة “دراغون” من “سبيس إكس”.
وجميعهم تعلموا كيفية التصرف في حالات الطوارئ في المحطة. ولكن أيضاً على القيام بمهام من الحياة اليومية، مثل الاستحمام في حالة انعدام الوزن.
مع ذلك، فإن تدريبهم أقل تقدماً من ذلك الذي يتلقاه رواد الفضاء المحترفون الذين يجب أن يكونوا قادرين على إجراء طلعات في الفضاء أو حتى إصلاح المعدات.
– محطة خاصة مستقبلية –
من المقرر أن تلتحم كبسولة “دراغون” بمحطة الفضاء الدولية السبت قرابة الساعة 7,30 صباحا (11,30 ت غ).
عند الوصول، سيتلقى الطاقم جولة إرشادية في المحطة قبل البدء بالعمل.
هذه المرة السادسة التي تقوم فقط التي تنقل فيها “سبيس إكس” بشراً (الخامسة إلى محطة الفضاء الدولية). وقد حصلت الرحلة الأولى قبل أقل من عامين.
وتوصلت شركة “أكسيوم سبيس” إلى اتفاق على تسيير أربع مهمات مع “سبيس إكس”، وأعطت “ناسا” موافقة مبدئية رسمية على مهمة ثانية تحمل اسم Ax-2.
بالنسبة لـ”أكسيوم سبيس”، تمثل هذه المهمة خطوة أولى نحو تحقيق هدف طموح يتمثل في بناء محطة فضائية خاصة بها.
وقال رئيس الشركة مايكل سوفريديني إن “من المهم بالنسبة لنا أن نكون قادرين على تكرار” مثل هذه المهام “على نطاق أصغر”.
ويُتوقع إطلاق الوحدة الأولى من هذه المحطة الخاصة في أيلول/سبتمبر 2024. وسيتم ربط هيكل المحطة المستقبلية أولاً بمحطة الفضاء الدولية، قبل أن تصبح مستقلة عند سحب الأخيرة من الخدمة، مبدئيا بحدود عام 2030.
المصدر: أ.ف.ب