تمكنت مركبة برسفيرنس التابعة لوكالة ناسا من حفر وتخزين العينة الأولى في أحدث حملة علمية لمهمتها المريخية يوم 30 مارس.
وجمعت المركبة ما مجموعه 19 عينة، وقامت مؤخرا بإيداع 10 أنابيب كذاكرة تخزين مؤقت احتياطية على سطح المريخ كجزء من حملة إعادة عينات المريخ التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية ووكالة ناسا.
ومع كل حملة، يستكشف الفريق منطقة جديدة ويدرسها. وفي هذه الحملة الجديدة، تستكشف العربة الجوالة الجزء العلوي من دلتا “فوهة جيزرو” (Jezero Crater).
وستتم بعد ذلك إعادة هذه العينات إلى الأرض بحلول عام 2033، ما يمثل المرة الأولى التي يتم فيها إعادة عينات من المريخ.
وتتجول المركبة في كوكب المريخ منذ عام تقريبا للبحث عن مواقع أخذ العينات التي قد تحتوي على ميكروبات وكائنات عضوية قديمة.
وفي ذلك الوقت، أكملت أولى حملات البحث الأربع، والتي ركزت على أرضية الحفرة وقاعدة “دلتا نيريتفا فاليس”.
وبدأت المركبة الآن حملتها الثانية، حيث ستبحث عن الصخور في الجزء العلوي من الدلتا. وكلاهما جزء من “حملة عودة عينات المريخ” الشاملة، التي تجريها وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية.
وقال كين فارلي، عالم مشروع برسفيرنس في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا: “لقد سمحت لنا قدرة برسيفرانس على الحركة بجمع عينات نارية من أرضية فوهة البركان المسطحة نسبيا خلال الحملة الأولى، ثم السفر إلى قاعدة دلتا – فوهة البركان، حيث وجدنا رسوبات دقيقة الحبيبات بعد أن ترسبت الصخور في قاع بحيرة جافة. ونحن الآن نأخذ عينات من موقع جيولوجي حيث نجد صخورا رسوبية خشنة الحبيبات مترسبة في النهر”.
وأضاف: “مع هذا التنوع في البيئات التي يجب مراقبتها وجمعها، نحن على ثقة من أن هذه العينات ستسمح لنا بفهم أفضل لما حدث هنا في فوهة جيزرو منذ مليارات السنين”.
وهذه العينة الأخيرة، المأخوذة من صخرة يسميها فريق العلم “بيريا”، هي العينة 19 في المجموع، والعينة 16 من الصخور المحببة للمهمة (وتحتوي الأنابيب الأخرى على “الثرى”، الصخور المكسورة والغبار الذي يفتقر إلى المواد العضوية، وغلاف المريخ.
ويعتقد الفريق العلمي أن “بيريا” تشكلت من رواسب صخرية حملها نهر قديم في اتجاه مجرى النهر إلى هذا الموقع. قد يعني ذلك أن المادة يمكن أن تكون قد أتت من منطقة أبعد من حدود “فوهة جيزرو”، وهذا أحد الأسباب التي جعلت الفريق يجد الصخرة واعدة جدا.
وستبقى هذه العينات الـ 19 مخزنة داخل المركبة حتى وصول مركبة هبوط آلية إلى المريخ في المستقبل.
وأخذت العربة الجوالة نسخا مكررة لـ10 عينات من أصل 19 عينة التقطتها حتى الآن، وأسقطتها في موقع خاص في قاعدة الدلتا.
وستسلم برسفيرنس هذه العينات إلى المسبار الذي سيستخدم بعد ذلك ذراعا آلية لوضع الأنابيب في كبسولة صاروخ صغير.
وسيتم بعد ذلك إطلاق الصاروخ إلى مدار المريخ، لتأتي مركبة فضائية أخرى تابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، تسمى Earth Return Orbiter، لالتقاط كبسولة الاحتواء.
ويريد العلماء دراسة عينات المريخ باستخدام معدات معملية قوية على الأرض للبحث عن علامات الحياة الميكروبية القديمة وفهم أفضل لدورة المياه التي شكلت سطح المريخ وجوفه.
المصدر: ديلي ميل