تكاد تتطابق سياسات داعش ونظام الأسد من مختلف النواحي، حيث ينتهج التنظيمان سياسات التهجير والقتل العشوائي ضد السوريين على اختلاف مللهم وأعراقهم، وكلاهما أوغل في دماء السوريين وكثيراً ما تتقاطع أهدافهما العسكرية على الأرض ليبدئا معاً حملة الإبادة.
قوات الأسد من درعا جنوباً حتى حلب شمالاً تستهدف الأراضي الزراعية بالقنابل والصواريخ لإحراقها وحرمان المواطنين من خيرات أراضيهم التي انتظروها عاماً كاملاً، وتكثف من قصفها للمناطق السهلية التي تشهد استعدادات للحصاد.
كلك الحال بالنسبة لتنظيم داعش الذي أحرق ألاف الهكتارات من الأراضي المزروعة في ريف حلب والحسكة التي يخوض فيها معارك عنيفة للسيطرة عليها، وبحسب إحصاءات محلية فإن أكثر من 30 بالمئة من نسبة المساحات المزروعة في سورية تم حرقها بفعل فاعل، ويكاد تنظيم داعش وقوات الأسد يكونان الجهتان الرئيسيتان المسؤولة عن حرق هذه المزروعات.
من جانب آخر، يعاني الفلاحون السوريون اليوم من أزمة وقود لتشغيل الآلات الزراعية والحصادات، كما أن قطع الطرق وصعوبة المواصلات أدت إلى التأخر في عمليات الجمع والتخزين، ولعل أبرز الصعاب هي تلك التي تتعلق بالتسويق بأسعار تتناسب مع التكلفة المرتفعة.