تسبب الهجوم الأخير لتنظيم داعش بموجة نزوح كبيرة خلال الأيام القليلة الماضية، حيث قدرت الأعداد التي تركت بيوتها من مارع وتلالين وحربل وأم حوش وأم القرى ما يقارب الـ100 ألف نازح, بعضهم توجه إلى المخيمات على الحدود السورية التركية وبعضهم الآخر لا يزال يفترش العراء في البساتين الواقعة غرب مدينة مارع.
آلاف النازحين في وضع مأساوي، لا أغطية ولا فرش ولا مواد غذائية ومياه, وهناك أكثر من 100 جمعية إغاثية وطبية وإنسانية محسوبة على الثورة السورية وأغلبها تعمل داخل تركيا بالقرب من الحدود السورية الركية ولم تقدم أي شيء لهؤلاء الناس على مدار أسبوع.
ما خفف من عبئ اللاجئين قليلاً هو نصرة إخوانهم في المدن والبلدات المحررة في عندان وحريتان وباقي مدن ريف حلب الغربي, حيث قدمت المجالس المحلية بإمكاناتها المتواضعة خدمات رمزية جيدة, كما ساعدت النازحين على الإقامة في بيوت تركها أهلها منذ زمن.
لا يمكن السكوت على الوضع الإنساني المتردي الذي يعيشه الآلاف من السوريين العالقين بين نيران داعش وبراميل الأسد, في ظل إغلاق السلطات التركية للمعابر والمنافذ الشرعية والغير شرعية.
تقع المسؤولية بشكل كبير ومباشر على الحكومة المؤقتة التي لم تخرج بأي تصريح حتى لو كان شفهي لتتضامن مع هؤلاء الناس الذين قتلوا وهجروا من ديارهم, كما تغط الجمعيات الإنسانية المقيمة في تركيا في ثبات عميق, وتخفي في سجلاتها كم هائل من الفساد الإداري والمالي.