المصدر: مضر الزعبي: كلنا شركاء
غابت صور بشار الأسد ووالده في حضرة الضباط الروس، واستُعيض عنها بصور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير دفاعه، وذلك خلال مراسم توزيع لقيمات على أهالي المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، رغم تواجد ضباط النظام ومحافظيه.
وارتبط مفهوم السيادة في نظام آل الأسد بصور الأسد الأب والابن، حتى أصبحت صور عائلة الأسد ترافق السوريين طيلة حياتهم قبل الثورة، لكن في مرحلة الثورة تغير الوضع وكان الفعل الأول للثوار السوريين هو إزالة الصور للإعلان عن انتهاء عصر العبودية، وعلى الطرف الآخر استمرت قصة الصورة، فركع البعض للصورة والبعض الآخر وشمها على جسده، ولكن تغير الأمر مع دخول الروس مؤخراً.
وقال الناشط عبد السلام الجولاني لـ “كلنا شركاء”، إنه خلال الأسبوع المنصرم تنقل الضباط الروس في عدد من المحافظات السورية، في صورة من صور إذلال السوريين، حيث يجمعون أهالي المدن والبلدات الخاضعة لسيطرة النظام، ويوزعون عليهم أكياس المساعدات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
وأشار إلى أن أعراس “المحتل الروسي” تحضرها الصورة كما اعتاد السوريون في كل مناسبة، ولكن هذه المرة ليست صور بشار الأسد ووالده حافظ، إنما صورة الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) ووزير دفاعه. وخلال توزيع الروس للمساعدات في محافظة القنيطرة يوم الإثنين 27 آذار/مارس، ظهر محافظ النظام (أحمد الشيخ عبد القادر) في صورة له مع الضباط الروس، وهو يرفع شعار النصر، وخلفه صورة بوتين ووزير دفاعه.
وأضاف الجولاني بأن المشهد تكرر في بلدة قرفا غرب أوتوستراد دمشق ـ درعا، فالضباط الروس وزعوا أكياس المساعدات على أهالي البلدة بحضور محافظ درعا وقائد الفرقة الخامسة يوم الخميس 30 آذار/مارس.
وبدوره، قال الناشط محمد الحريري لـ “كلنا شركاء”، إن لكل سوري حكاية مع صور عائلة الأسد، تبدأ من سن السادسة، فالصورة أول ما يشاهدها الطفل في صفه الدراسي، فهي التي تشغل المدرسة طوال الوقت، ويُمنع النظر إليها بتمعن، ولا جريمة في المدارس السورية تساوي الاقتراب من الصورة، فالصورة هي ما كان يشغل الموجه التربوي خلال تفقده للمدارس السورية.
وأردف بأن صور آل الأسد ترافق السوريين إلى جامعاتهم وبعدها لابد من وضعها في منازلهم للحصول على وظيفة، وكذلك الحال في المؤسسات السورية، فقدر السوريين خلال أربعة عقود كان أن ترافقهم الصورة من المهد إلى اللحد.
وأضاف الحريري بأن الموالين للنظام كانوا يعتقدون بأن الصورة ستبقى إلى الأبد، لكن غاب عن تفكيرهم أن المحتل لا يعترف بصورة تابع، فالأعراس الوطنية في زمن الاحتلال الخارجي مازالت قائمة، والصورة حاضرة، ولكن لم يعد لآل الأسد مكان في الصورة.
وختم الحريري: “مبارك لشركائنا بالوطن صورهم الجديدة، ومبارك عليهم العبودية إلى الأبد، ومبارك للسوريين لنهاء عصر صور آل الأسد إلى الأبد، فلم يعد لهم مكان في زمان الاحتلال الخارجي”.