وكالة شهبا برس:
أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال لقائه نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، أن موسكو وأنقرة أقامتا علاقات جيدة على مستوى الأجهزة الأمنية والعسكرية، وقال إنه يتعاون مع أردوغان بشكل نشط من أجل تسوية الأزمات في العالم.
ووصل أردوغان، الجمعة، إلى موسكو، لإجراء محادثات تتصدرها القضية السورية والتعاون الاقتصادي بين البلدين، ويرافق أردوغان في زيارته، رئيس هيئة الأركان التركية، خلوصي أكار، ورئيس الاستخبارات هاكان فيدان، ووزراء كل من: الخارجية مولود جاويش أوغلو، والعدل بكر بوزداغ، والاقتصاد نهاد زيبكجي، والطاقة براءت البيرق، والزراعة فاروق جليك، والسياحة نابي أوجي، والدفاع فكري إشيق، والمواصلات أحمد أرسلان.
من ناحيته، تحدث أردوغان عن تطور التعاون الاقتصادي بين البلدين، خصوصاً في مجالي الصناعات الدفاعية والطاقة، وقالت مصادر اعلامية أن موضوع التسوية السورية وتعزيز التنسيق الروسي التركي يشكلان الملف الرئيس على جدول أعمال القمة الروسية التركية، إضافة إلى المسألة الكردية، ومكافحة تنظيم داعش، والوضع في ريف حلب الشمالي الشرقي.
وأضافت المصادر أن الرئيسين الروسي والتركي سيبحثان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في أنقرة، أواخر كانون الأول الماضي، وأوضحت المصادر أيضاً أن المباحثات ستتناول العملية العسكرية المرتقبة ضد تنظيم داعش في مدينة الرقة، التي تحيط بها تعقيدات؛ في ضوء رفض أنقرة مشاركة قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردية الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي السوري في العملية.
وأشارت المصادر إلى التعقيدات القائمة عقب دخول قوات أمريكية إلى منطقة منبج بريف حلب الشرقي، بحجة منع وقوع صِدام بين القوات التركية وقوات سوريا الديمقراطية. وأوضحت أن الملفات السياسية في لقاء بوتين وأردوغان أشد تعقيداً من الملفات الاقتصادية، في ظل انفتاح الطرفين على تطوير التعاون الاقتصادي بينهما، ومن المقرر أن يترأس زعيما البلدين وفدي بلادهما في اجتماع مجلس التعاون رفيع المستوى في وقت لاحق، حيث يشارك الرئيس التركي في مأدبة طعام يقيمها الرئيس الروسي على شرفه، كما يعقد الرئيسان مؤتمراً صحفياً مشتركاً عقب مراسم توقيع اتفاقيات بين البلدين.
و قال وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، إن عدداً هاماً من الاتفاقيات ستتمخض عن اجتماع مجلس التعاون التركي الروسي رفيع المستوى، المقرّر انعقاده الجمعة، في العاصمة موسكو، بمشاركة رئيسي البلدين، وأوضح الوزير الروسي أنه سيشهد الاجتماع توقيع العديد من الاتفاقيات بين تركيا وروسيا، ليس فقط في المجالات الاقتصادية، وإنما في المجالات التقنية والثقافية أيضًاً، وأوضح نوفاك أن الاجتماع يشهد توقيع برنامج التعاون التجاري الاقتصادي العلمي الثقافي متوسط المدى بين البلدين، الذي يشمل الفترة ما بين عامي 2017 و2020. وتابع القول، سيتم كذلك خلال الاجتماع التوقيع على بروتوكول يقضي بتأسيس صندوق استثماري مشترك بين صندوق الاستثمار الروسي وصندوق الأصول والاستثمار التركي.
ووفقاً للوزير الروسي، فإن وزارتي الثقافة والسياحة في كلا البلدين ستوقعان خلال الاجتماع على اتفاقية لإعلان العام 2019 عام الثقافة والسياحة المتبادلة بين تركيا وروسيا، وتطرّق وزير الطاقة الروسي إلى مشروع خط أنابيب السيل التركي لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر الأراضي التركية، مؤكّداً انتهاء التحضيرات للإجراءات القانونية اللازمة لإنشاء الخط الأول من المشروع.
وأعلن نوفاك أن الخط الأول من المشروع سيدخل الخدمة نهاية العام 2019، مضيفا أننا نبحث في الوقت الراهن قضايا متعلقة بالتاريخ والمسار الخاص بالخط الثاني الذي سيصل إلى الحدود التركية اليونانية، وأشار نوفاك إلى أهمية محطة آق قويو للطاقة النووية، المقرر إنشاؤها في ولاية مرسين جنوبي تركيا، بالنسبة إلى العلاقات بين البلدين، مبيناً أنه يمكن إنهاء المشروع في الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية (2023)، في حال صدور التصاريح اللازمة من الجانب التركي.