بينما كان رئيس الولايات المتحدة يتنقل على المحطات التلفزيونية ليقنع شعبه بضربة عسكرية ضد النظام السوري، كان بشار الأسد يزاحمه، لأجل التأثير في ذات الرأي العام الأميركي، ولكن بالضد من موقف أوباما.
وتبين أن الأسد كان يلجأ للعلاقات العامة في العواصم الغربية للتأثير في الرأي العام هناك، فخلال الأسبوع، كان الرئيس أوباما يسعى جاهدا إلى إقناع الأميركيين بضرورة توجيه ضربة لنظام الأسد في سوريا.
لكن الأسد، كان ينافسه في ذات اليوم، في عقر داره، إذ بدا في لقائه مع تشارلي روز على شبكة PBS متحدثا ليس فقط بالإنكليزية، وإنما بلسان مطلع وواع بمخاوف الأميركيين وبنقاط ضعف منافسه في هذه الحالة، الرئيس أوباما.
وراح الأسد يلعب على كلمات لها صداها السيئ لدى الأميركيين، من قبيل "تجربة العراق، وملل الشعب الأميركي من الحرب، والتحذير من دور القاعدة".
وللمفارقة، فتلك النقاط الثلاث التي طالما شغلت الرأي العام الأميركي، هي ذاتها الكفيلة بأن تكون الفزاعة، لتحريض الأميركيين ضد أي خطوة عسكرية لإدارة أوباما ضد الأسد.
وقد بدا الأسد وكأنه تلقى نصائح علاقات عامة، لأجل العزف على وتر القضايا الأكثر حساسية لدى الجمهور الأميركي، في وقت يخوض فيه نزالا مع أوباما لأجل التأثير على الرأي العام.