قال مستشرق إسرائيلي إن “اعتراف (…) بشار الأسد بأن إيران أصبحت عبئًا على بلاده يجعله يسعى لإخراجها منها، رغم أن تحقيق هذا الهدف يمثل مصلحة لإسرائيل، وربما يكون هذا هو سبب الاتصالات الأخيرة بين الدولتين، بحسب تقارير أجنبية”.
وأضاف مردخاي كيدار، المحاضر في الدراسات العربية والشرق أوسطية والباحث في مركز بيغن-السادات للدراسات الاستراتيجية، بمقال نشره موقع نيوز ون، وترجمته صحيفة “عربي21” أن “أنباء متفرقة نشرت مؤخرا عن اتصالات بين إسرائيل وسوريا لإقامة علاقات بينهما، ناقلا عن ضابط كبير في هيئة أركان الجيش الإسرائيلي أن الأسد جلب الإيرانيين لحل مشكلة داعش والحرب الأهلية”.
وأوضح أنه “بعد انتهاء مشكلة داعـ.ـش، أصبحت إيران مشكلة الأسد الكبرى، وبعد أن كانت كنزًا للنظام السوري، فقد أصبحت اليوم عبئًا على سوريا وروسيا في الوقت ذاته”.
وأشار الضابط الرفيع المستوى أن “الروس يوجهون للإسرائيليين رسائل من السوريين، بل إن الرسائل السورية تأتي إلينا بطرق أخرى، وبشكل مستمر، فهم يريدون العودة للجامعة العربية، والمساعدة الاقتصادية، والوقود، ودفع الإيرانيين للخروج من سوريا، بل إن الأسد يريد الاقتراب من المحور العربي المعتدل لسداد ديونه لإيران، وإخراجها من سوريا، ويرى أن لدى إسرائيل القدرة على مساعدتها مع الولايات المتحدة ومحور الخليج”.
وزعم ذات الضابط أن “السؤال حول مدى إمكانية حدوث ذلك قد يكون وارداً، لكننا بصراحة لم نتحدث عن ذلك مع رئيس الأركان والمستوى السياسي الإسرائيلي لأنه لا يزال في مهده، ومع وسطاء عرضيين، لكن المهم أنها تسعى لتفكيك المحور الايراني، والخروج منه، لأن الأسد لم يعد يرى أي جدوى من استمرار إقامة الإيرانيين في سوريا، وبنفس القدر من الأهمية، فإن الروس لا يريدون كثيرًا رؤية طهران ومليشياتها في سوريا”.
وأكد الكاتب أن “لقاء شهده أواسط يناير بين وفد إسرائيلي وآخر سوري في القاعدة الروسية حميميم قرب مدينة اللاذقية الساحلية شمال سوريا، بعد اجتماع واحد على الأقل بينهما في قبرص، ومن المشاركين في الاجتماع: رئيس جهاز الأمن الوطني السوري علي مملوك، والمستشار الأمني للأسد، بسام حسن، ومن الجانب الإسرائيلي الجنرال غادي آيزنكوت، وآري بن مناشي أحد الرؤساء السابقين للموساد، وكان المضيف الروسي الجنرال ألكسندر تشايكوف”.
واستدرك بالقول إنه “حتى لو لم تكن كل التفاصيل دقيقة أو كاملة، فيبدو أن هناك اتصالات مكثفة من وراء الكواليس بين إسرائيل وسوريا، وتشمل هذه الاتصالات مرتفعات الجولان، واحتمال أن تنقل إسرائيل السيطرة على القرى الدرزية في مرتفعات الجولان إلى سوريا، ومن هنا جاء الدعم الروسي للتقارب بين سوريا وإسرائيل الذي يُنظر إليه على أنه أحد بوابات الإمارات والبحرين”.
وكان مركز دراسات سوري بحثي، قال في تقرير له، منتصف كانون الثاني/ يناير الماضي، إن نظام الأسد، تفاوض مع الاحتلال الإسرائيلي في قاعدة حميميم الروسية قبل شهر، في حين نفت دمشق صحة ذلك.
وأفاد موقع “جسور” في التقرير الذي أعده مديره محمد سرميني، بأن “قاعدة حميميم شهدت في شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي لقاءً جمع نظام بشار الأسد بمسؤول أمني إسرائيلي، وبحضور عسكري واستخباراتي روسي”.