تحدث مسؤولون أمنيون إسرائيليون عن تفاصيل صفقة تبادل الأسرى الأخيرة مع سوريا.
وقال خبير عسكري إسرائيلي إن “إبرام صفقة التبادل الأخيرة مع سوريا حول إعادة الإسرائيلية التي اجتازت حدودها، أعادت إلى السطح قضية المفاوضات من أجل إطلاق سراح الأسرى والمفقودين الإسرائيليين، رغم أنها تحصل بين حين وآخر، لكنها تبقى تحت الرادار، ويبدو أن إسرائيل تعلمت الدرس من اختفاء طيارها رون أراد”.
وأضاف آساف غولان، في تقريره بصحيفة إسرائيل اليوم، ترجمته صحيفة “عربي21″، أن “صفقات التبادل تجري مفاوضاتها مع الأطراف الأخرى التي تحتجز المواطنين الإسرائيليين، وليس دائما تسير الأمور إلى الأمام حتى انتهاء المفاوضات بين الطرفين”.
ونقل عن يعكوف بيري، رئيس جهاز الأمن العام السابق- الشاباك، أن “هناك عددا كبيرا من حالات الأسرى والمفقودين الإسرائيليين لم نملك حق الوصول المباشر لمواقعهم، وتم مساعدة إسرائيل بشكل منهجي من قبل وسطاء أجانب على مر السنين، لاسيما الألمان وفرنسا والولايات المتحدة، في هذه الحالة لدينا وسيط مقيم في سوريا، وله مصلحة بمساعدتنا، وهي روسيا، ذات التأثير الكبير هناك، وبفضلها كان الأمر أسهل بكثير”.
المسؤول السابق في الموساد رامي إيغرا، رئيس قسم أسرى الحرب والمفقودين، قال إنه “لا يوجد بلد لا يمكن التحدث إليه تحت السطح إن رغب بذلك، لنفترض أن إسرائيليا محتجزا في كوريا الشمالية، فإن الإفراج عنه بسيط جدا، لكنه يتطلب صمتا تاما، من خلال تواصل الموساد مع منظمة استخباراتية صديقة، تجري اتصالات مع الكوريين الشماليين، ثم تجري المحادثات، وعادة ما يتم الإفراج عنه بسرعة، وتحت رادار وسائل الإعلام”.
وأضاف أن “هناك فرقا بين الدول والمنظمات المسلحة، فالأولى ليس لديها مصلحة بوجود إسرائيلي لديها، لذا فإن المحادثات معها ليست صعبة ومعقدة، وإن جاء إسرائيلي لباكستان، نتحدث معهم عبر ألمانيا والأمريكيين، ثم يطلق سراحه، وحين دخلت الإسرائيلية لسوريا، رفعنا الهاتف للمخابرات الروسية، لأنهم أصحاب البيت في سوريا، هكذا عاد جثمان الجندي زخاريا باومل لإسرائيل، والمزيد من عظام القتلى الإسرائيليين”.
وأشار إلى أن “استعادة عظام باومل أحرج النظام السوري، لأنه أعادها دون مقابل، لذلك طلبوا هذه المرة بهدوء، لأن الصمت يحل الكثير من المشاكل، لذلك لم يعجبني النشر حول التفاصيل، لأن الموساد معروف عنه العمل بسرية، رغم قدرته على الاتصال بأي دولة في العالم، لديه صداقات واتصالات وعمل مع الجانب الآخر”.
عوزي أراد، المسؤول السابق بالموساد، وزميل أبحاث كبير بمعهد يوفال نئمان حول التكنولوجيا والأمن بجامعة تل أبيب، ورئيس منتدى استراتيجية التخنيون بحيفا، قال إن “إبرام الصفقة مع سوريا تأكيد على المشهد التاريخي السائد في السياق الإسرائيلي السوري، والعودة 40 عاما، ورؤية ما حدث، حينها نكتشف أنهما على اتصال دائم عبر أطراف ثالثة، الأمم المتحدة والصليب الأحمر وسويسرا، أو دولة ثالثة تقدم خدماتها”.
وأضاف أن “هناك قائمة طويلة من هذه التحولات بين الطرفين، سواء عبر وزارة الخارجية أو وحدة العلاقات الخارجية في الموساد، والعلاقة اليوم ليست استثناء، وبعد أن استقرت روسيا في سوريا ولبنان، فقد أصبحت عاملا جديدا في هذه العلاقة، وهذه المرة أتت الصفقة مختلفة؛ لأنها تطلبت موافقة الحكومة بأكملها، وربما ذلك بسبب الانتخابات، لكن يحتمل جدا أن يكون جانب سري للصفقة تطلب قرارا حكوميا”.
يقارن الكاتب بين الدول والمنظمات المسـ.ـلحة لدى إبرام صفقات التبادل، بقوله إن “هناك اختلافا دوليا في المبدأ يقبله المجتمع الدولي بأسره، وهو عدم التحدث لتلك المنظمات، لهذا السبب رفضت اللجنة الرباعية لسنوات طويلة التحدث مباشرة مع حمـ.ـاس في غزة، لكن من وجهة نظر إسرائيل، فإن المحادثات مع حمـ.ـاس نوع من الاعتراف بوجودها، رغم أن الحاجة لاستعادة جنودها تدفعها للحديث مع الأعداء اللدودين”.