المصدر: هاف بوست عربي
انتهت أعمال القمة الإسلامية العربية الأميركية، التي انطلقت الأحد 21 أيار بمشاركة قادة وممثلي دول عربية وإسلامية، ووجّه العاهل السعودي الشكر للمشاركين فيها، ودعاهم للانتقال إلى قصر الملك سعود لافتتاح المركز العالمي لمكافحة الإرهاب.
وقال الملك سلمان في خطابه الذي افتتح به القمة إن "إيران تشكل رأس حربة الإرهاب العالمي"، وأضاف أن بلاده "فاض بها الكيل من ممارساتها العدوانية وتدخلاتها".
وشدد العاهل السعودي على أن إيران "رفضت مبادرات حسن الجوار التي قدمتها دولنا بحسن نية، واستبدلت ذلك بالأطماع التوسعية والممارسات الإجرامية، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ضاربة بالقانون الدولي عرض الحائط، ومخالفةً مبادئ حسن الجوار والعيش المشترك والاحترام المتبادل". مضيفاً: "لم نعرف إرهاباً وتطرفاً حتى أطلت ثورة الخميني برأسها".
واعتبر أن "النظام الإيراني وحزب الله والحوثيين وداعش والقاعدة متشابهون"، وقال إن طهران لديها أطماع توسعية، وممارسات إجرامية، وأنها تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
وأكد الملك السعودي عزم المملكة "القضاء على تنظيم داعش وكل التنظيمات الإرهابية أيا كان دينها أو مذهبها أو فكرها"، مضيفاً "إن مسؤوليتنا أمام الله ثم أمام شعوبنا والعالم أجمع أن نقف متحدين لمحاربة قوى الشر والتطرف أيا كان مصدرها".
وتعهد قائلاً "إننا لا نتهاون أبدا في محاكمة كل من يمول أو يدعو إلى الإرهاب بأي صورة".
"اعزلوا إيران"
وفي خطابه أمام القمة قال الرئيس الأميركي مهاجماً إيران: "من لبنان إلى العراق واليمن، إيران تمول التسليح وتدرب الإرهابيين، والميليشيات، وجماعات متطرفة أخرى تنشر الدمار والفوضى في أنحاء المنطقة". وأضاف: "على مدى عقود أشعلت إيران نيران النزاع الطائفي والإرهاب".
وتابع: "على كل الدول التي تملك ضميراً، أن تعمل معاً لعزل إيران"، مضيفاً: "علينا أن نصلي ليأتي اليوم الذي يحصل فيه الشعب الإيراني على الحكومة العادلة التي يستحقها".
كذلك حض ترامب في خطابه قادة الدول العربية والإسلامية على "عدم تقديم ملاذ للإرهابيين" و"إخراجهم" من هذه الدول، مؤكداً في الوقت ذاته أنه يحمل إلى العالمين العربي والإسلامي "رسالة صداقة وأمل ومحبة".
وقال أيضاً: "علينا الانفتاح واحترام بعضنا البعض من جديد، وجعل هذه المنطقة مكاناً يمكن لكل رجل وامراة، مهما كان دينهما أو عرقهما، أن يتمتعا فيه بحياة تملؤها الكرامة والامل".
مواجهة الإرهاب
واعتبر ترامب أن مستقبل الشرق الأوسط لا يمكن تحقيقه دون هزيمة "الإرهاب". وقال: "سيتذكر الجميع أن لقاءنا هنا بداية السلام في المنطقة".
وأعرب عن استعداد بلاده للوقوف إلى جانب الدول الإسلامية، غير أنه قال: "لكن لن تسحق العدو نيابة عنهم". وطالب الدول الإسلامية بتحمّل العبء لمكافحة "الإرهاب ومنع وصول جنود الشر إلى أراضيها".
وأشار إلى أن "95% من ضحايا الإرهاب مسلمون، حيث إن الإرهابي لا يعبد الله إنما يعبد الموت.. وإذا لم نقف متحدين أمام الارهاب فإن التاريخ والله سيحكم علينا". وفق قوله.
وأضاف: "نحن هنا لتقديم شراكة وليس لإبلاغ أحد بطريقة حياة أو عبادة". وتابع قائلًا: يجب أن يتحول الشرق الأوسط لأحد مراكز التجارة العالمية.
واعتمد ترامب في خطابه لهجة مختلفة تماماً عن تلك التي اعتمدها خلال حملته الانتخابية في مقاربته للإسلام والتي اتهم بسببها بإذكاء العداء للإسلام.
وتجنب استخدام عبارة "الإرهاب الإسلامي المتطرف" التي تستفز كثيرين في العالم الإسلامي، وتكررت في معظم خطابات الملياردير المثير للجدل أثناء حملته الانتخابية.
وأكد أن اجتماعاته بالملك سلمان، وولي العهد محمد بن نايف، وولي ولي العهد محمد بن سلمان كانت تاريخية، وقال: "بذلك سنبدأ فصلاً جديلا من الشراكة مع السعودية".
تعاون مشترك
وعن التعاون الأميركي السعودي، أوضح الرئيس الأميركي: "أبرمنا صفقات مع السعودية بنحو 400 مليار دولار، وأتعهد بحصول أصدقائنا السعوديين على صفقات جيدة من شركات الدفاع الأميركية".
وأضاف: "أتعهد بحصول أصدقائنا السعوديين على صفقات جيدة من شركات الدفاع الأمريكية". وتابع: "سنقوم بأمور رائعة عسكريًا لتعزيز أمن حلفائنا المتواجدين هنا".
وقال ملك الأردن عبدالله الثاني في خطابه إن "القدس هي أساس السلام بين الأديان الثلاث وترك مشكلة القدس دون حل سيكون له نتائج كارثية"، موضحاً أن "الجماعات الإرهابية خوارج لا يمثلون الإسلام ومعظم ضحايا الإرهاب مسلمون".
وأشاد ترامب بالدور، الذي تلعبه كل من تركيا وقطر في مكافحة الإرهاب، لافتًا إلى ضرورة أن "تتكاتف الدول بأكملها من أجل إنهاء الأزمة الإنسانية في سوريا والتخلص من داعش".
وارتأى أنه "طالما استمر الدعم الإيراني لنظام بشار الأسد، فلن يتم حل الأزمة السورية".
وفي إطار السعي الأمريكي، للتخلص من تنظيم "داعش"، شدد ترامب على أن بلاده "ملتزمة بتعديل استراتيجياتها، لمواجهة التهديدات المتصاعدة، وتجاهل الاستراتيجيات التي لم تنجح".
اربعة عناصر لمواجهة الإرهاب
من جانبه قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في حديثه أمام القمة إن رؤية مصر لمواجهة شاملة للإرهاب تقوم على 4 عناصر، أبرزها مواجهته دون تمييز.
وأضاف السيسي خلال كلمته أمام القمة الإسلامية الأمريكية، أن "خطر الإرهاب بات يمثل تهديداً جسيماً لكل دول العالم".
وأوضح أن مواجهة الإرهاب يتطلب 4 عناصر ضرورية تتمثل في وضع حد للتمويل والدعم الأيديولوجي للجماعات المتطرفة، ومواجهة تلك التنظيمات دون تمييز، والمواجهة الشاملة لمن يدربه ويموله، وشل قدرة تلك التنظيمات على تجنيد المتطرفين.
وأكد السيسي على أن "الولايات المتحدة قادرة على تنفيذ استراتيجية شاملة بخطة زمنية محددة لمواجهة الإرهاب تمويلا وتسليحيا". وأشار إلى أن "مصر تخوض يوميا حربا ضروسا في شمال سيناء (شمال شرق) وتحرص على استئصاله بأقل خسائر ممكنة". وأضاف "لا مفر من الاعتراف بأن البيئة الحاضنة للإرهاب هي نتيجة تفكك الدول".