الثورة السورية تحطم العادات البالية  التي كانت تعيق الشباب الراغب في الزواج

لكل مجتمع من المجتمعات عاداته وتقاليده الموروثة والمتعارف عليها في الزواج أو في غيره من المناسبات الإجتماعية , فقد شهدت سورية ما قبل الثورة إنخفاضاً كبيراً في معدلات الزواج وذلك تبعاً للوضع الإقتصادي المتردي آنذاك والتكاليف الباهظة التي كانت تطلب من الراغب بالزواج أو الخاطب مما يدفعه للتأخر في سن الزواج ليصل في بعض الأحيان المعدل الوسطي إلى 29 عام وما لذلك من إنعكاسات سيئة على المجتمع وعواقب وخيمة في إرتفاع معدلات العنوسة وما إلى ذلك من مشاكل إجتماعية قد ترافق الشباب خلال فترة العزوبية , وقد كان للعادات الإجتماعية التي كانت تعتمد كثيراً على المظاهر دور في إرتفاع هذه التكاليف .

ومنذ  بدأ الثورة السورية المباركة تغيرت الكثير من المفاهيم لدى المجتمع السوري وخصوصاً في المناطق المحررة وشهدت تلك العادات غياب ملحوظ ونتيجة لهذا إنخفضت العراقيل أمام الشباب الراغبين في الزواج وبات  من أكثر الأمور المباحة شرعاً ميسرة .

ويقول محمد  أحد الشباب الناشطين في الثورة السورية وهو طالب في كلية الإقتصاد جامعة حلب لم أكن أتوقع أن أتزوج في هذا العمر أبداً حيث كان العمر المتوقع لزواجي حسبما خططت أو بالأحرى  لحين تكوين نفسي و أكون جاهزاً لا يقل عن 32 عاماً , لم أكن أحلم أن أتقدم  لخطبة فتاة ولا يطلب مني سوى خاتم والقليل من الحاجيات .

وتقول علياء وهي من أوائل المتظاهرات اللواتي خرجن في جامعة حلب يطالبن بالحرية والعدل , ما كنت أتوقع أن أتزوج في هذا السن المبكر وأنا لازلت في سنتي الأولى في الجامعة لكني سعيدة جداً مع زوجي على الرغم من بساطة زواجنا ولست نادمة على هذا القرار أبداً .

أما الشيخ أبو أحمد من  أعضاء المحكمة الشرعية  في أحد مناطق حلب المحررة يرجع تخفيف تكاليف الزواج وتيسيرها لأمور عدت منها الوضع الإقتصادي المتردي لغالبية الناس في المناطق المحررة  و إنهيار الكثير من الأعراف البالية والدخيلة على مجتمعاتنا ورجوع المجتمع لحالته الأصيلة , وأفادنا أبو أحمد  أن  معدلات الزواج  ترتفع بشكل مطرد وهي في زيادة مستمرة وهذا الوضع كما يقول صحي في مثل هذه الحالة التي نعيشها في ثورتنا , وأقول لكل أحبتي في الله كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه )

شهبا برس – خالد الخطيب