أجرى أكاديميون في جامعة غازي عنتاب التركية دراسة واسعة النطاق على اللاجئين السوريين المقيمين في ولاية غازي عنتاب، ليتبين أنّ نسبة السوريين الراغبين بالعودة إلى بلادهم ارتفعت من 56 في المئة عام 2018 إلى 65 في المئة عام 2020، وأنّ أكبر مشكلة يواجهها السوريون في الولاية هي مصاريف الحياة اليومية المرتفعة.
وقالت وكالة “IHA” إن الدراسة التي أجريت تحت عنوان “سوريون في غازي عنتاب” في الفترة الممتدة بين 2018 و 2020، ضمن 147 حيا في منطقتي “شاهين بيه” و”شهيد كامل”، وشملت زيارة أكثر من 4 آلاف و500 أسرة نصفهم من اللاجئين السوريين والنصف الآخر من سكان غازي عنتاب الأتراك وتم إجراء مقابلات مع نحو 20 ألف شخص.
وصدرت الدراسة التي ناقشت أوجه الشبه والاختلاف بين أهالي غازي عنتاب والسوريين، والتناغم بين السوريين، ككتاب حمل اسم “غازي عنتاب مونيتور 2020″، بالتعاون مع منظمة (Care International) ومنظمة الهجرة الدولية.
“65 بالمئة من السوريين يريدون العودة إلى بلدهم”
صرح رئيس قسم علم الاجتماع بجامعة غازي عنتاب الدكتور نوري غولتكين أنّ الدراسة التي أجريت من أجل معرفة مدى التكيف بين السوريين والأتراك كشفت عن قضايا يحتاج صانعو السياسات في البلاد إلى إيلاء اهتمام وثيق بها وخاصة فيما يتعلق بالهجرة والتكيف واللاجئين.
وأضاف أنّ إحدى النتائج الأكثر إثارة للاهتمام أنه في عام 2018 أراد 56 بالمئة من السوريين العودة إلى بلدهم، إلا أنّ عام 2020 شهد ارتفاع معدل أولئك الذين يفكرون بالعودة إلى 65 بالمئة.
“زيادة الإيجارات سببها السوريون”
ويشير غولتكين إلى وجود مشكلات في مجالات الاندماج والتعليم والصحة والتوظيف فيما يتعلق بالسوريين خلال هذه الفترة، وأن هجرة العديد من السوريين إلى الدول الغربية كان له دور فعال برغبة السوريين في مغادرة تركيا.
وحول فعالية السوريين في المجتمع يقول: “لا يوجد أشخاص لديهم نهج سلبي للغاية، وفي الوقت ذاته لا يوجد أشخاص لديهم نهج إيجابي للغاية”.
يتابع غولتكين: “غالبية سكان غازي عنتاب يقولون إنهم لا يشبهون السوريين على الإطلاق، من الواضح أن هذا معيار مهم للسوريين وسكان غازي عنتاب”.
ويتحدث عن نقطة أخرى مثيرة للاهتمام وهي خطاب “الأخوة” بين السوريين والأتراك مشيراً إلى أنّ الناس أكثر واقعية حول هذا الموضوع، في حين يرى سكان غازي عنتاب أن السوريين هم السبب الأكبر لزيادة الإيجارات في المدينة.
“40 بالمئة من السوريين يريدون الذهاب إلى بلد آخر”
ويرى غولتكين أن “الدراسة هي الأولى من نوعها رغم وجود العديد من الدراسات حول السوريين في تركيا، لكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إجراء مثل هذه الدراسة من حيث التفاعلات، مضيفاً أنها البحث الأكثر تفصيلاً عن السوريين في تركيا”. ويقول إن النتيجة الأكثر لفتا للانتباه بين الدراسات التي أجريت في عامي 2018 و2020 هي زيادة نسبة الراغبين في الذهاب إلى بلد آخر، وهناك أسباب كثيرة لهذه الرغبة، حيث كانت أكبر مشكلة للسوريين في 2018 هي الإيجارات في المدينة، لكن المشكلة الأكبر في 2020 كانت فواتير الحياة اليومية، لهذا فإنّ 40 في المئة من السوريين يريدون الذهاب إلى بلد آخر عند تهيئة الظروف المناسبة.
“المرأة السورية واللجوء”
قالت عضو الفريق البحثي شيناي ليلى كوزو إن النساء السوريات يتعاملن في الغالب مع الأعمال المنزلية، “الهجرة واللجوء عملية مرهقة للغاية بالنسبة للنساء ومع مرور الوقت، يصبح من الضروري لهن المشاركة في الحياة الاقتصادية مع انخفاض دخل الأسرة”.
تتابع شيناي: “يمكننا القول إن النساء السوريات بدأن في دخول الحياة التجارية بما يتناسب بشكل مباشر مع تعليمهن ومهاراتهن، لقد رأينا أن النساء يهتممن بجدية بتعليم الأطفال ونرى أن النساء السوريات يشعرن بالأمان في أحيائهن”.
“السوريون ووسائل التواصل الاجتماعي”
يقول الدكتور مسعود يوجباش إن “سكان غازي عنتاب لا يذهبون أبدا إلى المطاعم السورية، بينما يذهب السوريون إلى مطاعم التركية. وفي معرض التعبير عن قدرة السوريين على الحفاظ على العلاقات مع سكان غازي عنتاب فيما يتعلق بعلاقات الجوار، قال يوجباش ، “السوريون وسكان غازي عنتاب يرون أن التلفزيون هو أهم أداة اتصال”.
ويضيف: “السوريون يتابعون الوسائل الإعلامية المطبوعة على مستوى منخفض للغاية، بينما يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مكثف للغاية، وعندما يرغبون في الحصول على معلومات حول مشكلاتهم الخاصة، فإنهم يلجؤون في الغالب إلى وسائل التواصل الاجتماعي بسبب سهولة الوصول إلى شبكات الأخبار المستقلة”.
وأنهى يوجباش حديثه بالقول: “يشتكي السوريون من أنهم يواجهون خطاب الكراهية في الغالب على وسائل التواصل الاجتماعي، وتستخدم وسائل الإعلام المحلية والعامة لانتقادهم”.
المصدر: تلفزيون سوريا