الرئيسية » قريبا في شوارع سوريا.. “سيارة” كهربائية في بلد لا كهرباء فيه

قريبا في شوارع سوريا.. “سيارة” كهربائية في بلد لا كهرباء فيه

نشرت مواقع وصفحات موالية لنظام الأسد، إعلاناً تضمن طرح سيارات تعمل على الكهرباء مع نشر صورتها على موقع فيسبوك، فيما لم تذكر تلك المواقع أية تفاصيل عن السيارة والشركة المستوردة لها، مكتفية بعنونة الإعلان بعبارة “كن أول من يمتلك سيارة كهربائية في سوريا، وبسعر تشجيعي”. الأمر الذي أثار ردود متباينة.

وتناقلت مواقع وصفحات محلية موالية صورة لسيارة صغيرة تعمل على الكهرباء شكلها يختلف عن السيارات العادية المعروفة والتي تعمل على البنزين، وشبهها البعض بالـ “التكتوك”.

وأثار الإعلان حيرة السوريين حول السيارة التي سيضطرون لقيادتها بناءً على ساعات التقنين المفروضة في البلاد، كما أثار طرح السيارة موجة سخرية كبيرة في التعليقات، التي تمحورت في مجملها، حول انقطاع التيار الكهربائي طوال الوقت، ما يفقد هذه السيارة أهميتها وجدواها.

وتنوعت تعليقات متابعي الصفحات الموالية فمنهم من أبدى استغرابه من وجود سيارة تعمل بالطاقة الكهربائية بظل قطع التيار الكهربائي فيما أشار بعضهم إلى أن صاحبها يستطيع تأمين الكهرباء، في إشارة إلى كونه من الشخصيات النافذة والموالية للنظام، في حدث مماثل قبل أشهر.

فيما طرح بعضهم تساؤلات عن طريقة إدخال سيارة حديثة تعمل على الكهرباء إلى سوريا قائلين “يبدو حتى قانون قيصر على ناس وناس”، مشبيهن الأمر بقيام إحدى الشركات التابعة لأسماء الأسد باستيراد أحدث هواتف “أيفون”، وطرحها بدمشق فيما يتضور السوريين جوعاً.

وانتقد موقع “سناك سوري” الموالي، الخبر، قائلا: إن الحديث عن سيارة تعمل باستخدام الكهرباء في بلد يعاني من التقنين، يثير تساؤلات حول سبب عدم طرح سيارات تعمل بالطاقة الشمسية والتي يتوفّر مصدر طاقتها بدون تقنين وبدون بطاقة ذكية حتى الآن لأننا لا نعرف ما تخبئه لنا الأيام من مفاجآت”.

وفي وقت سابق أثار ظهور سيارة كهربائية فارهة في العاصمة دمشق جدلاً واسعاً إذ تبلغ قيمتها أكثر من 62 دولار أمريكي، إلى جانب السخرية حيث أنها تعمل على الكهرباء الغائبة عن مناطق سيطرة النظام بسبب إتباع الأخير سياسة تقنين شديدة لا سيما خلال الفترة الحالية.

ورغم عدم “جدية النظام” في طرح مثل تلك اﻷفكار؛ إﻻ أن مراقبين يعتقدون أن حال الشارع وصل إلى درجة عالية من السخرية والتهكم، باﻷحوال التي آلت إليها البلاد في ظل حكم اﻷسد.

وتعاني مناطق سيطرة الأسد من أزمات خانقة في “المحروقات والكهرباء”، وغلاء في أسعار المواد، وعجز النظام عن تأمين أدنى حدود احتياجات المواطن، وباعتراف رسمي كما سبق ولفتنا في تقارير سابقة.

 

اقرأ أيضا: صحيفة: الهجمات الإسرائيلية في سوريا تحرج الصناعات الدفاعية الروسية

قالت كاتبة إسرائيلية إنه “إذا نجحت إسرائيل في مواصلة العمل على الساحة السورية، فسيؤدي ذلك إلى إحراج الصناعات الدفاعية الروسية، وهي مصدر دخل من الدرجة الثانية لروسيا بعد منتجات الطاقة، ومصدر مهم للفخر الوطني، وبالتالي، فإن احتمالات أن تعرض روسيا للخطر سمعة صناعتها الدفاعية لصالح الإيرانيين منخفضة إلى درجة أن تكون معدومة”.

وأكدت أن “التقارير الأخيرة التي تتحدث عن تغيير الاتجاه في موقف روسيا إزاء الهجمات الإسرائيلية في سوريا، يثير العديد من الأسئلة، خاصة في ضوء المقالات التي نُشرت في الأيام الأخيرة في وسائل الإعلام العربية والدولية، رغم أن مصداقيتها تعتبر موضع شك، ويبدو أنها تسعى لهدف واحد فقط، وهو دق إسفين في العلاقات الإسرائيلية الروسية”.

وأضافت ميكي آرونسون رئيسة قسم السياسة الخارجية بمجلس الأمن القومي، والباحثة بمعهد القدس للاستراتيجية والأمن، في مقال على موقع القناة 12، ترجمته صحيفة “عربي21″، أن “التسريب المنسوب إلى مصدر روسي عن تغير في سياسة بلاده تجاه الهجمات الإسرائيلية على أهداف عسكرية إيرانية في سوريا، سيزيد من الصعوبات على النشاط الإسرائيلي في الجارة الشمالية”.

وأشارت إلى أن “القرار الروسي مرتبط بالتفاهم في المحادثات بين روسيا والولايات المتحدة، وكأن موقفهما متشابه في هذه القضية، وبالتالي فإنه يمكن لروسيا التصرف بقوة لإحباط الهجمات الإسرائيلية داخل سوريا، من خلال توفير أنظمة متقدمة مضادة للصواريخ، ونصائح الخبراء العسكريين الروس، ولعل هذا ما تسعى له الولايات المتحدة من خلال إقامة “سلام صناعي” مع إيران لصالح دفع عجلة المفاوضات النووية”.

وأوضحت أن “النشاط الإسرائيلي ضد الأهداف الإيرانية في سوريا طالما أنه غير موجه ضد نظام الأسد، فهو لا يتعارض مع مصلحة روسيا المعنية بالحد من تكثيف تواجد إيران في سوريا، على حساب مكانتها ومكاسبها في الدولة السورية، لأنه حتى الآن، فقد برر الروس فشل السوريين في منع الهجمات الإسرائيلية من خلال الأنظمة الروسية لديهم في الاختلافات في الطقس، وحقيقة أن السوريين غير مهرة بتشغيل هذه الأنظمة”.

وأشارت إلى أنه “في مقابل هذا التطور الروسي، تحدثت أوساط أوروبية عن توجه إسرائيلي بتوفير منظومة “القبة الحديدية” لأوكرانيا لمساعدتها في الدفاع عن نفسها من العدوان الروسي، وإن احتمالية قيام إسرائيل بذلك، تعتبر مخاطرة ستنظر إليها موسكو على أنها معادية، وإضرار مباشر بمصالحها، ولذلك فإن هذه الخطوة تبدو منخفضة للغاية، لكن لعلها تكون نتيجة لهذا التوتر بين إسرائيل وروسيا”.

ونقلت عن “جنرال روسي أن الصواريخ التي أطلقتها إسرائيل في حمص في سوريا الأسبوع الماضي اعترضتها أنظمة روسية، ومع ذلك، فلا يزال الطريق طويلا من الإعلان عن قرار بتغيير السياسة الروسية تجاه إسرائيل في الساحة السورية، لأن لدى موسكو طرقا عديدة لإيصال الرسائل إلى تل أبيب، ولذلك فإن تحقق حصول تغير في سياستها في المستقبل القريب قد يكون محاولة للإضرار بالعلاقات الحساسة بينهما”.

وختمت بالقول إن “المطلوب في هذه المرحلة الحساسة ألا تنجر تل أبيب وموسكو إلى حسابات خاطئة، وأن قادتهما سيتمكنون من تجاهل الضجيج الحاصل في الخلفية، وإلا فإن الأضرار ستكون كبيرة عليهما معاً”.

من جهتها أوضحت “هآرتس” في تقرير للخبير العسكري الإسرائيلي عاموس هرئيل، أن ما أثير مؤخرا من “تشويش الدفاعات الروسية في سوريا على هجوم إسرائيلي هناك، وانتقاد سلوك تل أبيب في المنطقة، الذي تمت مناقشته بين موسكو وواشنطن، فاجأت جهاز الأمن الإسرائيلي”.

وأضافت: “مجرد اختيار قول هذه الأمور، يعكس عدم رضا موسكو بعد فترة طويلة من الهدوء المصطنع بين الطرفين”، منوهة إلى أن “3 هجمات إسرائيلية نفذ في سوريا الأسبوع الماضي؛ في وسط وشمال الدولة، وفي مناطق قريبة من المواقع التي يوجد فيها حضور عسكري روسي”.

وقالت الصحيفة: “حتى الآن من الصعب معرفة الوقائع الحقيقية في هذه المرة، طبقا لسياسة الغموض التي تمسكت بها إسرائيل بالنسبة لمعظم الهجمات في سوريا، في جهاز الأمن لا يتطرقون بشكل مباشر لمدى صحة الادعاءات الروسية الجديدة”.

واعتبرت أن “تصريح روسيا الرسمي استهدف إبراز أمرين، قلق روسيا من اقتراب الهجمات من المناطق التي تهتم فيها في سوريا، وتأكيد التزامها للنظام في دمشق بمساعدته في الجهود الدفاعية”، مبينة أن “أزمة شديدة وقعت بين إسرائيل وروسيا في أيلول/سبتمبر 2018 بعد إسقاط طائرة “اليوشن” الروسية، أثناء هجوم إسرائيلي في منطقة اللاذقية في شمال غرب سوريا”.

وأضافت: “موسكو اتهمت تل أبيب بالمسؤولية عن الحادثة، وطوال فترة طويلة وجهت الانتقاد لسلوكها في سوريا، وتمت تسوية الخلافات بعد جهود كبيرة، والتصريحات الأخيرة تدل على حساسية جديدة لروسيا في سوريا”، منوهة أن “من سارع لاستغلال الأمر؛ هو رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو”.

وفي بيان نشرته قائمة “الليكود”، أكدت أن “روسيا تعمل على تقييد حرية حركة الجيش الإسرائيلي في سماء سوريا، وقد حافظنا على حرية عمل في سوريا بفضل العلاقات الوثيقة بين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وإذا صح ما نشر، فإن الحكومة الفاشلة فقدت ذخرا استراتيجيا حيويا آخر؛ استفادت منه إسرائيل في فترة حكومة نتنياهو”.

وعلقت “هآرتس” على حديث “الليكود” بقولها: “ليس هناك ما نتوقعه من نتنياهو لإظهار مسؤولية أو أي ذرة تضامن مع من حل محله (نفتالي بينيت رئيس الحكومة) في مسائل أمنية حساسة، وكنا نتوقع أن يستغل هذه الفرصة لإحراج وريثه، وعمليا، يبدو أنه سيمر وقت طويل قبل أن يتضح لأي درجة عدم رضا روسيا سيقيد خطوات اسرائيل في سوريا، وإذا حدثت الآن هدنة طويلة في الهجمات، ربما سيكون لذلك صلة”.