قال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ابن الحسين أن النظام السوري باق، وأتفهم غضب وتخوف العديد من الدول حول ما حدث للشعب السوري، لكن الإبقاء على الوضع القائم يعني استمرار العنف الذي يدفع ثمنه الشعب السوري
وقال الملك عبدالله في مقابلة مع محطة سي إن إن الأميركية اليوم الأحد، لقد عشنا معاناة الشعب السوري لسبع أو ثماني سنوات، وعلينا الاعتراف أنه ليس هناك إجابة مثالية، لكن الدفع باتجاه الحوار بصورة منسقة أفضل من ترك الأمور على ما هي عليه.
وأضاف يعيش في الأردن قرابة 1.3 مليون لاجئ سوري، وأعتقد أن عودتهم إلى بلادهم لن تكون قريبة.
وقال “لو كنت أنا رب أسرة سورية في الأردن وسألني أحد أفراد عائلتي “متى سنعود إلى سوريا؟”، ما الذي سيعودون إليه حقا؟”، وذلك في إشارة إلى صعوبة الحياة في سوريا من جميع النواحي.
وأشار الملك الأردني أن واحد من كل سبعة أشخاص في الأردن هو لاجئ سوري، وواحد من كل خمسة أشخاص في الأردن هو لاجئ، لأننا نستضيف لاجئين من عدة جنسيات/ وأعتقد أن لا أحد يتفهم الأثر الهائل لذلك، فقد شهدنا حروبا إقليمية، والأزمة الاقتصادية العالمية، والربيع العربي، وداعش، وجائحة فيروس كورونا، ولكن اللاجئين كان لهم الأثر الأكبر على بلدنا، مما أدى لمعاناة شعبنا، إذ أن البطالة مرتفعة جدا.
وشدد الملك أن المجتمع الدولي قدم المساعدة، ولكن أعتقد أنه في أفضل الأعوام ساهم في تغطية 40-45% من التمويل المطلوب، أما ما تبقى، فتمت تغطيته من موازنة الدولة، وأصبح السوريون كغيرهم جزءا من النظام التعليمي ونظام الرعاية الصحية، ولدى ما يزيد عن 200,000 سوري تصاريح عمل، فهم فعلا جزء من مجتمعنا.
وأكد الملك عبدالله أنه ناقش مع الولايات المتحدة والأوروبيين، موضوع تواجد بشار الأسد في الحكم، وقال: قد كنت تحدثت سابقا عندما توقع الناس أن تنتهي “الأزمة” خلال أشهر معدودة، قلت أنا إنها لن تنتهي قبل سنوات، إذا انتهت على الإطلاق.
وأضاف “النظام ما يزال قائما، لذا علينا أن نكون ناضجين في تفكيرنا، هل نبحث عن تغيير النظام أم تغيير السلوك؟ إذا كانت الإجابة تغيير السلوك، فماذا يتعين علينا أن نفعل للتلاقي حول كيفية التحاور مع النظام، لأن الجميع يقوم بذلك، لكن ليست هناك خطة واضحة إزاء أسلوب الحوار حتى اللحظة.
وأشار الملك لدور روسيا في سوريا، وقال أنه دور محوري، وبدون التحدث مع روسيا، كيف يمكننا الاتفاق على مسار يأخذنا نحو الأمل للشعب السوري؟
وفي جوابه على سؤال هل انتصر الروس والايرانيون الذين يدعمون الأسد وخسرت أمريكا، قال “النظام السوري باق، لم يتحدث أي منا مع الآخر حول السردية أو أسلوب الحوار الذي يتعين علينا تبنّيه، أتفهم بالطبع غضب وتخوف العديد من الدول حول ما حدث للشعب السوري، لكن الإبقاء على الوضع القائم يعني استمرار العنف الذي يدفع ثمنه الشعب السوري، لقد عشنا ذلك لسبع أو ثماني سنوات، وعلينا الاعتراف أنه ليس هناك إجابة مثالية، لكن الدفع باتجاه الحوار بصورة منسقة أفضل من ترك الأمور على ما هي عليه”.
وشدد الملك عبدالله” أن داعش ما تزال هناك ولم يتم تدميرها بعد،كما أن هناك الكثير من الدمار في سوريا، حيث من المهم بناء المدارس والمستشفيات، ومنح الأمل،
وأكد أن اللاجئون السوريون لن يتمكنوا من العودة قريبا، فليس هناك شيء ليعودوا إليه، لهذا باعتقادي، علينا الابتعاد عن العنف، وبحث ما يمكن فعله بخصوص إعادة الإعمار، وهو أمر مرتبط ارتباطا وثيقا بالإصلاح السياسي.
وسبق أن أكد العاهل الأردني خلال زيارته إلى واشنطن أن التوصل إلى حلول لمساعدة سوريا، سيساعد المنطقة بأكملها والأردن على وجه الخصوص.
وأوضح في تصريحات للوفد الإعلامي المرافق له أن “الأردن يسعى لتقديم الحلول للأزمة السورية بالتعاون مع الأشقاء العرب والمجتمع الدولي لعودة سوريا إلى الحضن العربي”.
ومنذ عام 2011 شهدت العلاقات بين نظام الأسد والأردنتحولات عديدة، إذ دعمت الأردن فصائل المعارضة في الجنوب السوري، لكن عقب سيطرة قوات النظام على المنطقة، بدأ الأردن البحث عن عودة العلاقات خاصة بعد فتح معبر “نصيب” الحدودي.
وكالات