الحكومة الروسية أكدت ماجاء على لسان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أجرى مقابلة مطولة مع شبكة "CBS" و"BBS" الأمريكيتين، والتي أكد فيها أن بلاده ليست لديها خطة الآن لنشر قوات مقاتلة على الأراضي السورية، وهذا التصريح مخالف لكل التحليلات والتخمينات الإعلامية التي أكدت دخول الروس عسكرياً إلى جانب الأسد في معركته ضد الشعب السوري.
وأوضح بوتين خلال لقائه التلفزيوني أن الهدف من التواجد العسكري الروسي في سوريا هو دعم نظام بشار الأسد، إلا أنه أشار إلى أن روسيا لن تشارك في أي عمليات ميدانية على أراضي سوريا، أو في دولة أخرى، وأنهم لا يخططون لذلك الآن.
تصريحان الرئيس الروسي بوتين لقيت عدة ردات فعل، حيث اعتبرها كثيرون مخادعة سياسية وتشويه للحقائق الموجودة على الأراضي السورية، حيث أن الواقع الميداني اليوم يوضح مدى التوغل الروسي في سوريا إلى جانب قوات الأسد في حربها على مختلف مناطق سوريا.
من ناحية ثانية برزت السياسة الروسية من خلال التصريحات الواردة على لسان المتحدثين في وزارة الخارجية ووزير الخارجية الروسي نفسه الذي بدا وكأنه تسلم كامل ملفات السياسة الخارجية السورية وأضحى ناطق باسمها وتجلى ذلك بوضوح في تصريحات نشرت مؤخراً على لسان المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية.
حيث اعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الغارات الجوية لفرنسا على مواقع ضد تنظيم داعش في سوريا مخالفة للقانون الدولي.
وأوضحت زخاروفا على صفحتها بموقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" يوم الأحد "على أي أساس تتصرفون على أراضي دولة ذات سيادة، وتجاوز الحكومة الشرعية غير المدعومة من قبلكم والتي تتفانى في مكافحة ما يسمى بتنظيم داعش، مضيفة أن "هذا ليس من القانون الدولي لا، هذا تدمير للقانون أمام أعين المجتمع الدولي الذي يشعر بالصدمة حيال ذلك".
وكان مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري قال في وقت سابق يوم الأحد " إن التدخل الفرنسي لضرب تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا يعد انتهاك لقرارات مجلس الأمن بشأن محاربة الإرهاب".
وقارنت زخروفا بين الأمتين السورية والأوكرانية, بقولها "أود أن أعرف المزيد عن مفهوم الدفاع عن النفس عندما تتخذ شكل غارات جوية على دولة لم تهاجم أحدا دون موافقتها، فضلا عن امتثالها للقانون الدولي هم يزعمون أن الاستفتاء في شبه جزيرة القرم هو عملية ضم، أما الضربات بدون تفويض من مجلس الأمن وموافقة الحكومة فهذا دفاع عن النفس".
مما سبق لا يمكن أن تؤخذ التحليلات التي تقول أن روسيا قد دخلت سوريا لمنافسة ايران على محمل الجد، تحديداً بعد ورود أنباء عن إنشاء غرفة عمليات مشتركة تجمع الروس والإيرانيين في بغداد.