لليوم السادس عشر على التوالي تتواصل المعارك على عدة جبهات في مدينة الزبداني غرب دمشق، والتي تدور رحاها بين الثوار من جهة وشبيحة نصر الله وقوات الأسد من جهة ثانية، حيث تقدمت الأخيرة وأضحت على مشارف المدينة، وأصبحت الزبداني مطوقة من كل الأطراف.
ألاف من المدنيين والثوار داخل المدينة المحاصرة يناشدون إخوانهم في كل مناطق سورية لنجدتهم، حيث تتعرض المدينة وساكنيها لإبادة منظمة عبر القصف المركز بشتى أنواع الأسلحة الثقيلة براً وجواً.
تعرضت مدينة الزبداني على مدى 15 يوم المنصرمة إلى أكثر من 200 غارة جوية بالطيران الحربي التابع للأسد، حيث ألقي عليها أكثر من 350 صاروخ فراغي، كما تعرضت المدينة للقصف بالطيران المروحي الذي ألقى أكثر من 500 برميل متفجر على مختلف أحياء المدينة وحولها لكتلة من الدمار والخراب.
أيضاً في نفس السياق، كثفت قوات الأسد ومليشيات نصر الله من قصفها بالمدفعية والصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى، حيث تحدثت مصادر من داخل المدينة عن أكثر من 100 قذيفة مدفعية تسقط في المدينة يومياً.
اليوم الأحد، تزامنت الاشتباكات مع غارات جوية كثيفة، حيث نفَّذ الطيران الحربي صباح أمس ثماني غارات جوية بالصواريخ الفراغية، في حين ألقى الطيران المروحي أربعة براميل متفجرة، إضافة إلى سقوط ثمانية صواريخ أرض-أرض، بالتزامن مع قصف مدفعي، وبقذائف الهاون استهدف المنطقة، بحسب المصادر.
وفي الأثناء استهدف الطيران المروحي بلدة مضايا المكتظة بالنازحين من مدينة الزبداني بأربعة براميل متفجرة، فيما شنّ الطيران الحربي غارات بالصواريخ الفراغية، ما أدى لارتقاء شهداء وجرحى في صفوف المدنيين.
الآن لا تزال المعارك العنيفة مستمرة على أكثر من محور في ظل المناشدات التي يوجهها الثوار هناك، فالمطلوب اليوم في ظل التعامي الدولي عما يحصل في الزبداني من الضغط على مليشيات الأسد وحلفائها في لبنان من خلال رد الضربة العسكرية في مواقع موالية لها في ادلب وحلب، على بلدات كفريا، الفوعة، نبل، الزهراء، ولا سبيل إلى ذلك إلا من خلال اتخاذ قرارات حاسمة دون الرجوع لأي توصيات دولية أو التعاطي مع مخاوف ساذجة.